آخر الأخباردولية

تركيا تعلن عن 3 خطوات استعدادا لمواجهة محتملة قد تحدث مع إسرائيل مستقبلاَ

 رغم أنه من غير المعروف ما هي الأزمات الكبرى التي قد تؤدي لمواجهة بين تركيا وإسرائيل، إلا أن تركيا تعلن من وقت لأخر عن الاستعداد العسكري لهذه المواجهة ، وخلال الأسابيع الأخيرة اتخذت تركيا ثلاث خطوات استراتيجية لمواجهة أي صراع محتمل مع إسرائيل، وفق ما ورد في تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات التركي. هذه الإجراءات شملت: تطوير أنظمة الدفاع الجوي، وتعزيز قوة الجبهة الداخلية، إلى جانب الشروع في بناء ملاجئ حديثة مضادة للهجمات النووية.



1-القبة الفولاذية التركية

أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان تسلّم الجيش التركي منظومة دفاع جوي متطورة أطلق عليها اسم “القبة الفولاذية”، تتكون من 47 مركبة وتبلغ قيمتها نحو نصف مليار دولار. وخلال حفل التسليم الذي جرى في مقر شركة أسيلسان – ASELSAN بالعاصمة أنقرة، أكد أردوغان أن الأحداث الإقليمية الأخيرة أبرزت بوضوح مدى الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي ورادارات قوية.

المشروع بدأ العمل عليه قبل سبع سنوات وطوّرته شركة أسيلسان، ويضم نظاماً متكاملاً للدفاع الجوي متعدد الطبقات، يجمع بين أنظمة مثل كوركوت – Korkut المزود بإنذار مبكر، وهيسار – Hisar متوسط المدى، إضافة إلى سيبر – Siper للدفاع بعيد المدى، وأنظمة حرب إلكترونية متقدمة، وفق ما نشره موقع “ساونماتر” الدفاعي وموقع الشركة المصنعة.



 2-ملاجئ مضادة للنووي

من أبرز التوصيات الواردة في تقرير الاستخبارات أيضاً إنشاء ملاجئ متطورة مضادة للهجمات النووية. وبناءً على ذلك، قررت الحكومة التركية تكليف شركة توكي – TOKİ الحكومية التابعة لوزارة البيئة والإعمار بتنفيذ المشروع.

توكي تمتلك خبرة طويلة في تشييد أبنية مقاومة للزلازل، وقد أثبتت كفاءتها خصوصاً خلال زلزال عام 2023 الذي ضرب جنوب البلاد. وسيتم بناء هذه الملاجئ في جميع الولايات التركية (81 ولاية)، بدءاً من المدن الكبرى، مع الاستفادة من محطات المترو وتأهيل الملاجئ القديمة.



3-تقوية الجبهة الداخلية

أما في الشأن الداخلي، فقد ركّزت الحكومة على تحصين الجبهة الوطنية، مستفيدة من دروس العمليات الإسرائيلية داخل إيران، التي اعتمدت على تجنيد عناصر محلية لتسهيل عمليات الاغتيال واستهداف البنى الحيوية.

وفي هذا السياق، تمكنت أنقرة في يوليو/تموز الماضي من نزع سلاح حزب العمال الكردستاني – PKK بعد دعوة من زعيمه عبد الله أوجلان – Abdullah Öcalan، وهو ما اعتبرته إنجازاً في طريق القضاء على أحد أقدم التهديدات الأمنية للدولة.




وخلال كلمة بمناسبة ذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية – AKP، أكد أردوغان أن الحكومة لن تسمح بعودة التهديدات الإرهابية، وستواصل العمل من أجل “تركيا بلا إرهاب”.

كما استهدفت الدولة تنظيم فتح الله غولن – FETÖ الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016، حيث أوقفت مالك شركة أسّان – Asan للصناعات الدفاعية أمين أونر – Emin Öner ومديرها العام جوركان أوكوموش – Gürkan Okumuş بتهمة التجسس العسكري والانتماء للتنظيم. وبحسب بيان من مكتب الادعاء العام في إسطنبول، تولى صندوق تأمين الودائع الادخارية – TMSF إدارة 10 شركات تابعة لمجموعة أسّان بعد هذه الاتهامات.




إعلان المنظومة الجديدة جاء بعد أسابيع من تقرير صادر عن أكاديمية الاستخبارات التركية تناول حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل، وأوصى بضرورة الإسراع في بناء دفاع جوي متعدد الطبقات. ورغم أن تطوير “القبة الفولاذية” بدأ منذ عام 2018، فإن توقيت الإعلان يُعد رسالة واضحة لتل أبيب بأن أنقرة استفادت من دروس الحرب الأخيرة وتعمل على سد أي ثغرات أمنية.




كما  تم الإعلان عن الصاروخ التركي الفرط صوتي “طيفون بلوك 4 – Tayfun Blok 4″، الذي يبلغ طوله 10 أمتار ووزنه 7200 كيلوغرام، واعتبره مدير الشركة مراد أكينجي عنصراً أساسياً للردع في أي مواجهة مستقبلية.

وبالتوازي، أنهت تركيا صفقة شراء 40 مقاتلة يوروفايتر – Eurofighter من ألمانيا، لتعويض خسارتها برنامج إف-35 – F-35 الأميركي، وبذلك تسعى لتعزيز قوتها الجوية الهجومية وسد الفجوة في أسطولها الحربي.




وتسعى تركيا من خلال هذه الإجراءات إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية ودولية، معتمدة على تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير صناعاتها الدفاعية، إلى جانب مواصلة حضورها السياسي النشط عالمياً. وإلى جانب ذلك، تعمل على رفع قوتها الاقتصادية حيث تجاوز ناتجها المحلي 1.3 تريليون دولار، واضعة هدفاً واضحاً بالدخول ضمن قائمة أقوى 10 اقتصادات في العالم.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى