قصص المهاجرين واللاجئين

ترحيل مهاجر رغم حصوله على 3 بطولات سويدية واندماجه في السويد

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، قررت مصلحة الهجرة السويدية ترحيل المصارع غلام سلطاني، رغم مسيرته الناجحة في البلاد واندماجه الواضح في المجتمع، حيث فاز بثلاث بطولات وطنية في المصارعة، ويحظى باحترام واسع بين الشباب والرياضيين. المصلحة أقرت بأن سلطاني يعيش وفق “القيم الغربية السويدية”، لكنها اعتبرت ذلك غير كافٍ لمنحه حق البقاء.



سنوات من الانتظار والخيبة

القرار جاء بعد تسع سنوات من الانتظار والجهد، ليُقابل سلطاني في النهاية برفض لطلبه رغم كل ما حققه، الأمر الذي دفعه لكتابة منشور مؤثر عبر حسابه في فيسبوك قائلاً فيه: “أنا متعب.. ليس فقط جسديًا، بل روحيًا أيضًا”. كلمات لامست مشاعر الكثيرين وأثارت موجة تضامن واسعة معه.



رحلة الهروب واللجوء

غلام، المولود في أفغانستان، نشأ في بيئة محافظة، لكنه اختار لاحقاً الابتعاد عن الدين لأسباب شخصية، ما تسبب بتعرضه للتهديد واضطره إلى مغادرة بلاده. بدأ رحلته إلى أوروبا من النرويج حيث تقدم بطلب لجوء، لكنه انتقل إلى السويد دون معرفة بتبعات ذلك وفقًا لاتفاقية دبلن، التي تحظر التنقل بين الدول خلال فترة معالجة الطلب. بعد انتقاله، رُفض طلبه في النرويج، واضطر للاختباء في السويد حتى انتهاء فترة دبلن، ليعاود بعدها التقديم على طلب جديد ويبدأ حياة جديدة.



اندماج وإنجازات.. ثم رفض

منذ استقراره في السويد، أثبت سلطاني حضوره كلاعب مميز، محققاً ألقاباً وطنية في المصارعة ومُرشحاً لتدريب فرق ناشئة. ورغم هذا الاندماج، جاء قرار مصلحة الهجرة مخالفاً لتوقعاته، حيث رأت أن بوسعه التأقلم مجددًا مع المجتمع الأفغاني، واعتبرت أنه يستطيع “إخفاء أسلوب حياته الغربي” إن لزم الأمر.



سوابق قانونية وتأثيرها على القرار

المصلحة أشارت أيضاً إلى وجود حكم قضائي سابق بحقه يعود لعام 2020. ووفق تقرير TV4، فإن القضية تتعلق بحادثة عنف مشروطة، قالت شريكته آنا هولم إن الحادث الذي أشارت له مصلحة الهجرة السويدية  هو حدث عندما تدخل ” غلام سلطاني”  لحماية فتى من الضغط عليه للانخراط في تجارة المخدرات وتشاجر مع أخرين . وأكدت أن غلام ندم على ما حدث، لكنه لم يكن سوى مدافع عن طفل مهدد.

الصورة .. غلام سلطاني ، وهو في أحد البطولات .. وصورة وهو مع شريكته وأبنائها




رمز رياضي يواجه المجهول

شهرة سلطاني لم تقتصر على السويد، بل وصلت إلى أفغانستان أيضاً، ما قد يعرضه للخطر في حال ترحيله. فبحسب شريكته، فإن المصارعة رياضة شهيرة هناك، ومن الصعب عليه أن يظل في الظل أو يتوارى عن الأنظار. كما أن السلطات السويدية وإن كانت لم تنفذ عمليات ترحيل إلى أفغانستان في السنوات الأخيرة، إلا أن استدعاءه لحضور “اجتماع عودة” أثار حالة من القلق والريبة، خصوصاً لدى عائلته.




“نحن لا نعرف ما الذي سيحدث بعد هذا الاجتماع. هل سيُحتجز؟ هل سيتم ترحيله فعلاً؟” تتساءل آنا بقلق، وسط حالة من الغموض والقلق تخيم على مصير غلام، الرياضي الذي وجد نفسه فجأة في مواجهة قرار قد يغير حياته بالكامل.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى