تجارب اجتماعية وتجارية

بلدية Vilhelmina تعرض سكنًا مجانيًا لجذب السكان. والشابة “ثيا” تحصل على سكن وعمل

في ظل التراجع المستمر في عدد السكان في شمال السويد، تسعى بعض البلديات إلى ابتكار حلول غير تقليدية لجذب المقيمين الجدد. من بين هذه البلديات فيلهلمينا Vilhelmina في مقاطعة فستر بوتن Västerbotten، التي أطلقت مبادرة فريدة تقدم من خلالها سكنًا مجانيًا لمدة ثلاثة أشهر لكل من ينتقل للعمل في مؤسساتها، بهدف تشجيع الناس على تجربة الحياة في المنطقة قبل اتخاذ قرار الاستقرار الدائم.




البلدية تواجه خطر الانكماش السكاني الحاد، حيث يبلغ عدد سكانها حاليًا نحو 3,576 نسمة فقط، وتشير التقديرات إلى أنه في حال استمرار هذا التراجع، قد تصبح خالية من السكان خلال الثلاثين عامًا القادمة. لذلك، وضعت البلدية خطة لتشجيع الهجرة الداخلية إليها عبر توفير فرص عمل ومزايا سكنية مغرية، وهي خطوة تبنتها أيضًا بلديات شمالية أخرى مثل Överkalix وStoruman وNorsjö وMalå، التي تعاني من نفس التحدي.




ومن بين من استجابوا لهذه المبادرة كانت ثيا ستيرنفِلت Thea Stjärnfelt، وهي شابة تبلغ من العمر 25 عامًا من مدينة نورشوبينغ Norrköping جنوب السويد. درست تخصص الإعلام والمجتمع في جامعة لينشوبينغ Linköping، لكنها واجهت صعوبة في إيجاد وظيفة مستقرة في المدن الكبرى بسبب شدة المنافسة، فقررت البحث عن فرص في المناطق الصغيرة.

ثيا ستيرنفِلت ، 25 عامًا





تقول ثيا:

“كنت دائمًا مهتمة بشمال السويد، وعندما وجدت فرصة عمل في فيلهلمينا شعرت أنها مغامرة تستحق التجربة. تقدمت للوظيفة وحصلت عليها فورًا، وبدأت في حزم أمتعتي دون تردد”.

انتقلت ثيا برفقة شريكها مسافة 85 ميلًا (حوالي 850 كيلومترًا) نحو الشمال، واستفادت من عرض البلدية بالحصول على إقامة مجانية مؤقتة. وتوضح:



“هذا السكن المجاني منحنا فرصة للاستقرار بهدوء دون القلق بشأن الإيجار أو تكاليف الانتقال. لم يكن سكنًا فخمًا، لكنه كان مجهزًا بما نحتاجه، والأهم أنه منحنا الوقت للتأقلم”.

كانت الشقة في مبنى نظيف مخصص سابقًا للطلاب، وتضم حمامًا ومطبخًا صغيرًا،  وغرفة نوم واستفبال، ترى ثيا أن المبادرة مهمة للغاية لمساعدة الناس على اتخاذ خطوة الانتقال إلى مناطق بشمال السويد يصعب على كثيرين تخيل العيش فيها خوفاُ من الكلفة أو صعوبة التأقلم ولكن مع سكن مجاناً ودعم جيد من البلدية يمكن التجربة وأنت مطمئن وبدون تكاليف.




تعمل ثيا اليوم في البلدية وضمن مشروع Move up North التي تشرف عليه البلدية كمساعدة للمقيمين الجدد، حيث تساعد القادمين الجدد للبلادية على إيجاد سكن ووظائف وتسهيل اندماجهم في المجتمع المحلي. وهي تؤكد أنها لا تخطط لمغادرة فيلهلمينا، بل تفكر في شراء منزل والاستقرار الدائم هناك.

ثيا ستيرنفِلت Thea Stjärnfelt، وهي شابة تبلغ من العمر 25 عامًا

من جانبها، تقول البلدية إن أكثر من 70 شخصًا استفادوا من عرض السكن المجاني خلال العامين الماضيين، و14 منهم قرروا البقاء بشكل دائم والنصف قرر البقاء بعقود سنوية. ورغم أن التكلفة السنوية للمشروع تبلغ نحو مليون كرون سويدي، فإن المسؤولين يرون أنه استثمار ناجح لجذب موظفين جدد وتحفيز النمو المحلي.




وفي الوقت الذي تواصل فيه فيلهلمينا تنفيذ هذه السياسة، تفكر بلديات أخرى في شمال السويد في تبني مبادرات مشابهة، خصوصًا في ظل التحديات السكانية المتزايدة وتركز الغالبية العظمى من السكان في جنوب البلاد.
فالواقع أن المناخ القاسي في الشمال، حيث تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر ويمتد الشتاء لتسعة أشهر، يجعل الإقامة هناك صعبة على كثير من السويديين والمهاجرين الذين يفضلون العيش في المدن الجنوبية الأكثر دفئًا وحيوية.




لكن بالنسبة لثيا، كانت هذه الخطوة مغامرة غيّرت حياتها.

“لقد وجدت في فيلهلمينا الهدوء والطبيعة القريبة من كل شيء، وشعور الانتماء إلى مجتمع صغير يدعم بعضه البعض. أعتقد أنني وجدت مكاني هنا.”

وهكذا، تحولت تجربة السكن المجاني في بلدية فيلهلمينا من مجرد مبادرة لجذب السكان إلى قصة نجاح حقيقية لشابة سويدية اختارت الشمال البارد لتبدأ حياة جديدة.



معلومات عن عرض بلدية Vilhelmina  للحصول على سكن مجاناً

بلدية “Vilhelmina” شمال السويد توفر فرص سكن مجاني ودعم معيشي 3 شهور لتجرية الانتقال إليها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى