
بلدية كالمار جنوب السويد توافق على بيع أرض لبناء مسجد.. وانتقادات من حزب SD
في خطوة وصفت بأنها محورية بالنسبة للجالية المسلمة في مدينة كالمار جنوب شرق السويد، وافقت لجنة التخطيط العمراني في البلدية على بيع قطعة أرض كبيرة للجمعية الإسلامية المحلية، تمهيدًا لبناء مسجد ومركز اجتماعي جديد في منطقة نورليلين، شمال المدينة. القرار أثار ردود فعل متباينة، وتسبب في تصاعد التوتر داخل المجلس البلدي.
المشروع، الذي تطمح إليه الجالية منذ سنوات، لا يتعلق فقط بمكان للعبادة، بل يُنتظر أن يكون نقطة التقاء اجتماعي وثقافي لأبناء الجالية، ويعكس تنامي احتياجاتهم المجتمعية في المدينة. الأرض المباعة تمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتم التوصل إلى اتفاق على سعرها مقابل 2.7 مليون كرون، وهو ما وصفته الجمعية بـ”العادل” مقارنةً بالقيمة السوقية.
كلفة الأرض ومن دفعها
- الأرض تبلغ 2.7 مليون كرون، مدفوعة بالكامل من مساهمات الجمعية الإسلامية نفسها، بما في ذلك تبرعات أفراد من الجالية .
كلفة بناء المسجد ومن يمولها؟
- تقدّر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 13 مليون كرون, وتشمل بناء مسجد بمساحة 550–750 متر مربع ومركز ثقافي بمساحة إضافية حوالي 200 متر مربع .
- حتى الآن، جمعت الجمعية أكثر من 11 مليون كرون من خلال حملات تبرّع واسعة، منها مبادرة على “TikTok” قادها المواطن جمّال عمر، لتعزيز جمع التبرعات والتغلب على معارضة بعض الأطراف .
- التمويل يأتي كلياً من داخل الجالية الإسلامية في السويد، دون مخصصات من البلدية أو تمويل دولي. البلدية لم تساهم بأي مبلغ في المشروع .
انقسام سياسي وتحفظات رسمية
رغم الموافقة الرسمية، لم يكن القرار خاليًا من الجدل. أحزاب المحافظين والديمقراطيين المسيحيين سعت لتأجيل القرار، لكن محاولاتهما باءت بالفشل، مما دفعهم إلى تسجيل تحفظ رسمي على المشروع، في موقف اعتبره البعض محاولة سياسية لعرقلة خطوات الجمعية الإسلامية. في المقابل، أبدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي دعمه الكامل للمشروع، واعتبره خطوة إيجابية نحو الاندماج المجتمعي وتلبية حاجات فئة كبيرة من السكان.
هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام لدى حزب سفاريا ديموكراتنا (SD)، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الإسلام والمهاجرين. زعيم الحزب جيمي أوكسون كان في السنوات الأخيرة من أبرز الأصوات الرافضة لبناء المساجد في السويد، واعتبرها “رمزًا لأسلمة المجتمع”، حسب تعبيره في تصريحات سابقة. ورغم أن الحزب لا يملك الأغلبية في كالمار، إلا أن نفوذه المتزايد على مستوى البلاد ووجوده في البرلمان شكّل ضغطًا سياسيًا على البلديات، ما دفع بعضها إلى تجميد مشاريع مشابهة أو فرض شروط مشددة عليها.
بعض المنتقدين على مواقع التواصل الاجتماعي تساءلوا عن مصادر تمويل المشروع، ومدى شفافية إدارة المسجد المستقبلي، في حين عبّر آخرون عن مخاوف ثقافية وأمنية، رغم عدم وجود مؤشرات رسمية تدعم تلك المخاوف.