
بلديات السويد: تزايد هائل للمسنين فوق 85 عاماً.. وتطالب الحكومة بـ “الهجرة المنظمة فوراً”
أطلقت البلديات السويدية تحذيرًا واضحًا مع تزايد عدد كبار السن بشكل غير مسبوق، خاصة أولئك الذين تتجاوز أعمارهم 85 عامًا. ووفقًا لتقرير اقتصادي جديد صادر عن “الاتحاد السويدي للبلديات والمناطق” (SKR)، بإن المجتمع يتجه للشيخوخة ، وأن عدد المواطنين فوق سن الـ85 سيزداد بنسبة 60% بحلول عام 2033، مقارنة بعام 2023! ورغم أن الحاجة الفعلية للرعاية لن تزداد بنفس النسبة، إلا أن البلديات مطالبة بالاستعداد لموجة جديدة من الطلب على الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية، والتي قد تُثقل كاهل الأنظمة المحلية، خاصة في البلديات الصغيرة والمتراجعة سكانيًا.
الرعاية المنزلية بدلًا من مراكز الإيواء؟
في مدينة “ليكسيله” شمال السويد، سيتم إغلاق إحدى دور رعاية المسنين، توفيرًا للنفقات. تقول السيدة غونيل تنغهال، إحدى المقيمات في الدار:
“أنا مرتاحة هنا، والفتيات العاملات لطيفات جدًا”، قالتها وهي تعزف على آلة الأكورديون بحنان.
لكن التحديات أكبر من مشاعر الأفراد، فالموظفون في المركز مستاؤون من قرار الإغلاق، رغم إدراكهم أن البلدية تمر بأزمة مالية.
وتقول الممرضة فيرونيكا بورفال:
“أود أن تتدخل الدولة وتوفر تمويلاً إضافيًا، لا ينبغي أن نوفر على حساب من بنوا رفاهية هذا البلد”.
الحلّ في الهجرة المنظمة
وسط هذا المشهد، اعتبرت البلدات السويدية أن المهاجرين كجزء أساسي من الحل! فمع خروج آلاف المواطنين السويديين من سوق العمل بسبب التقاعد، تواجه البلاد نقصًا حادًا في اليد العاملة، خاصة في قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية.
وبحسب تحليل الخبراء، فإن المجتمع السويدي لن يكون قادرًا على تلبية احتياجات كبار السن المتزايدة إلا من خلال:
- استقطاب عمال جدد، خاصة في الرعاية الصحية.
- دعم اندماج المهاجرين وتدريبهم على المهارات المطلوبة في قطاع الرفاهية.
- تحفيزهم للبقاء في سوق العمل، وتوفير فرص عمل مستقرة ومجزية لهم.
- فتح برامج الهجرة المنظمة فوراً وسريعاً
ووفقا للبلديات السويدية: فإن المهاجرين ليسوا فقط عبئًا كما يصوّرهم البعض في النقاشات السياسية الضيقة، بل هم جزء أساسي من مستقبل نظام الرعاية السويدي. فهم يشكّلون ركيزة لتعويض الفجوة في سوق العمل الناتجة عن شيخوخة السكان، أو ما يُعرف علميًا بـ التحول الديمغرافي (Demographic Shift).
ثلاثة سيناريوهات مستقبلية للرعاية:
تتوقع SKR ثلاثة سيناريوهات لنمو الحاجة إلى الرعاية بحلول 2033:
- زيادة بنسبة 13% (في حال تحسن الصحة العامة).
- زيادة بنسبة 33% (إذا لم تتغير ظروف الصحة والعمر).
- نمو متوسط في حال توازن العوامل الصحية والديموغرافية.
تقول سابينا يواو، رئيسة قسم رعاية المسنين في SKR: “البلديات تحتاج إلى إعادة التفكير في طريقة عملها، وتبني حلول تكنولوجية ووقائية تسمح لكبار السن بالبقاء في منازلهم لفترة أطول”.
الرعاية المنزلية أرخص.. لكن ليست للجميع!
من المتوقع أن تتحول البلديات نحو زيادة الاستثمار في خدمات الرعاية المنزلية (hemtjänst)، كونها أرخص بكثير من مراكز الإيواء. لكن الممرض باتريك أندشون يُحذر: “ليس كل المسنين يمكنهم البقاء في منازلهم… بعضهم بحاجة لرعاية دائمة على مدار الساعة”.
خلاصة الواقع والحل:
- عدد من هم فوق الـ85 سنة سيزداد بنسبة 60% بحلول 2033.
- البلديات تواجه أزمة تمويل في قطاع رعاية المسنين.
- هناك نقص حاد في اليد العاملة مع تقاعد السكان الأصليين.
- المهاجرون هم الحل العملي لمواجهة هذا النقص.
- الاستثمار في التقنيات والرعاية المنزلية سيزداد، ولكن لا يغني عن الحاجة لمزيد من العاملين.