
باصات سويدية تظهر في شوارع سوريا.. كيف وصلت . وهذه هي الكلفة؟ (فيديو)
حافلات نقل سويدية في شوارع سوريا: مشروع داخلي بتكاليف منخفضة وفرص واعدة للنقل الخاص
أثارت مشاهد حافلات حمراء مألوفة لسكان العاصمة السويدية وهي تتنقل في شوارع مدينة اللاذقية السورية دهشة الكثيرين، بعد أن ظهرت بإعلانات باللغة السويدية وشعارات تعود لشركة النقل العام في ستوكهولم، ما أعطى انطباعاً وكأنها ما تزال تؤدي مهامها في الدول الاسكندنافية، رغم أنها أصبحت اليوم وسيلة نقل داخلي على الساحل السوري.
كيف ظهرت الباصات السويدية في سوريا ؟

أثناء تجوال شابين سويديين هم ديفيد كوتي ونيما بورماند في سوريا ضمن رحلة خاصة لهم حول دول شرق أوسطية لم يصدقا أعينهما عندما شاهدا حافلة حمراء تابعة لشركة SL السويدية في مدينة اللاذقية السويدية. ووثّق الشابان ما شاهداه في فيديو نال انتشاراً واسعاً في السويد … ومن هنا بدأت القصة!
وتتبع هذه الحافلات لنظام النقل في ستوكهولم، وكانت ضمن أسطول سابق استُبعد من الخدمة بسبب تقدّمه في العمر أو استبداله بأنظمة أحدث. وبدلاً من التخلص منها، تم بيعها عبر شركات وسيطة لتجار جملة، والذين عادة ما يتعاملون مع جهات من مختلف الدول، ما يتيح لهذه المركبات الوصول إلى أماكن غير متوقعة كالسوق السوري.
غياب الرسوم يُسهّل دخول الحافلات إلى سوريا
بفضل غياب الجمارك والرسوم على مثل هذه الآليات، تصل هذه الحافلات إلى الداخل السوري بكلفة تقتصر على سعر الشراء والنقل البحري فقط. التقديرات تشير إلى أن سعر الحافلة الواحدة في هذه الحالة قد يتراوح بين 4,000 و7,000 يورو (ما يعادل نحو 45 إلى 80 ألف كرونة سويدية)، بينما تبلغ تكلفة شحنها من ميناء أوروبي إلى المرافئ السورية ما بين 1,000 و2,000 يورو تقريباً، بحسب حجم الحمولة ونوع الخدمة اللوجستية.
شاهد الفيديو
فرصة ذهبية للنقل الداخلي الخاص
هذا النوع من المبادرات يُعد فرصة مثالية لأصحاب المشاريع الصغيرة أو المستثمرين المحليين الراغبين بتأسيس خطوط نقل داخلية خاصة في المدن السورية، خصوصاً في ظل قلة البدائل الحديثة. كما أن الحافلات المستعملة، رغم عمرها، ما زالت بحالة جيدة وغالباً ما تكون مجهزة بمواصفات متقدمة نسبياً من حيث الراحة والتكييف، مقارنة بالخدمات المحلية الحالية.
نظام جديد وانفتاح نسبي
يأتي ظهور هذه الحافلات في وقت تشهد فيه سوريا محاولات لإعادة تنظيم بعض القطاعات الخدمية، لا سيما النقل، ضمن أطر أكثر مرونة تسمح بالاستثمار المحلي، وفي ظل انفتاح جزئي نحو الخارج. ومع غياب التكاليف الجمركية، وانخفاض سعر شراء هذه الحافلات مقارنة بالمركبات الجديدة، يُعد هذا التوجّه من المشاريع القليلة التي يمكن اعتبارها منخفضة التكاليف ومجدية اقتصادياً في الوقت ذاته، سواء على مستوى النقل العام أو الخاص.
وفي ظل الحاجة الماسة لوسائل نقل فعالة وآمنة داخل المدن السورية، يمكن اعتبار دخول هذه الحافلات إلى الخدمة بداية لمشروع حيوي يعيد شيئاً من التنظيم والانضباط إلى قطاع النقل، بموارد محدودة ولكن بنتائج ملموسة.