
انهيار المواليد جدد في السويد.. الحكومة السويدية تطلق تحقيقًا رسميًا لفهم الأسباب
تشهد السويد تراجعًا تاريخيًا في عدد المواليد، حيث أظهرت الإحصائيات أن معدل الخصوبة انخفض إلى 1.43 طفل لكل امرأة خلال عام 2024، وهو أدنى مستوى يُسجّل منذ القرن الثامن عشر. وقد دفع هذا الانخفاض غير المسبوق الحكومة إلى فتح تحقيق رسمي لفهم العوامل الكامنة وراء عزوف الناس عن الإنجاب.
عواقب بعيدة المدى
غونّار أندرسون، أستاذ علم السكان (الديموغرافيا)، حذّر من أن هذا التراجع سيؤدي إلى تغيرات عميقة في بنية المجتمع السويدي على المدى الطويل. وقال:
“هذا الانخفاض لا يقتصر على فئة عمرية محددة، بل يشمل كافة الأعمار. وإذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، فإن عدد العاملين في سن الإنتاج سيتقلص، وسيتحملون عبء دعم أعداد متزايدة من كبار السن خلال الـ50 إلى 60 سنة القادمة.”
ليس مجرد اقتصاد.. بل أزمة أعمق
ورغم أن الأسباب التقليدية مثل الوضع الاقتصادي، وسياسات الأسرة، وضغوط العمل لا تزال تُطرح في النقاش، يرى أندرسون أنها لم تعد كافية لتفسير ما يحدث. ويشير إلى وجود تحول مجتمعي عالمي بدأ منذ عام 2010 تقريبًا، يتمثل في تراجع الثقة بالمستقبل.
هل الإنترنت هو السبب؟
الكاتبة والمقدمة الإذاعية آنا بيوركلوند، وهي عضوة في مجموعة استشارية للحكومة، ترى أن الانشغال المفرط بالإنترنت أحد الأسباب الرئيسية. وتقول:
“لقد توقفنا عن إنجاب الأطفال، كما أننا توقفنا عن التفاعل مع المجتمع. الإنترنت استحوذ على كل انتباهنا.”
وتضيف أن الأطفال لم يتغيروا، لكن القدرة على منحهم الاهتمام والوقت تراجعت، لأن الحياة الرقمية المستمرة تُضعف الحضور الذهني المطلوب للتربية.
“الأطفال بحاجة إلى حضور فعلي، وهو أمر يصعب تحقيقه في عالم دائم الاتصال.”
المال وحده لا يكفي
وتتفق بيوركلوند مع أندرسون في أن الحوافز الاقتصادية مثل مكافآت الولادة أو دعم الخصوبة لن تغيّر الاتجاه بشكل حقيقي.
يقول أندرسون:
“لا يمكنك ببساطة دفع المال للناس لكي ينجبوا. هذا لا ينجح.”
وفي دول عديدة تم تجريب مثل هذه السياسات، لكن النتائج كانت محدودة. وتضيف بيوركلوند:
“قد تكون هذه أزمة وجودية أعمق. ربما نحن نشهد بداية انهيار داخلي للحضارة.”
أبرز الأرقام:
1.43 طفل لكل امرأة في السويد عام 2024
أدنى معدل ولادة منذ القرن الثامن عشر
الحكومة السويدية أطلقت لجنة تحقيق رسمية لدراسة الأسباب الاجتماعية والثقافية والديموغرافية خلف التراجع