
انتقادات لمدرسة سويدية ينتشر بداخلها “عنف وعنصرية”.. “أيها اللاجئ عُد لمركز اللجوء”
حادثة جديدة تحمل عنف وعنصرية داخل أحد المندارس السويدية ، حيث تواجه مدرسة “لوندسبيرغ” Lundsberg، إحدى أشهر المدارس الخاصة في السويد، عاصفة من الانتقادات بعد كشف هيئة التفتيش المدرسي السويدية (Skolinspektionen) عن تجاوزات خطيرة في بيئة السكن الداخلي للطلاب بهذه المدرسة ، من بينها العنف، الإهانات، وسلوكيات عنصرية ضد الطلاب من أصول مهاجرة.
في تقريرها الصادر اليوم، طالبت الهيئة المدرسة باتخاذ إجراءات فورية وواضحة بعد أن تبين أن هذه السلوكيات قد أصبحت جزءًا “معتادًا ومقبولًا” من ثقافة الحياة في المدرسية وهي ظاهرة تتزايد في مدارس سويدية، خاصة بين الطلاب الأكبر سنًا والأصغر منهم.
ووفقا لتقرير التلفزيون السويد بدأت القضية بعد أن تم طرد خمسة طلاب من المدرسة مؤقتًا بعد توجيه بلاغات للشرطة بشأن اعتداء جسدي على زملاء أصغر سنًا. هذا الحدث كان بداية التحقيق الرسمي من هيئة التفتيش، والذي كشف النقاب عن واقع مظلم داخل أروقة السكن الطلابي. وبحسب الهيئة، فإن عددًا من هذه الانتهاكات لم يُبلَّغ بها رسميًا رغم وضوحها، وهذا يُعد مخالفة قانونية واضحة، حيث ينص القانون السويدي على أن كل حادثة تنمر أو إهانة أو عنصرية داخل المدرسة يجب أن تُبلّغ فورًا لمدير المدرسة الذي يتحمل مسؤولية التحقيق.
أحداث صادمة كشفتها التقارير:
- : قام طلاب أكبر سنًا بإيقاظ زملائهم الصغار منتصف الليل، وأجبروهم على التعري، ثم سكبوا عليهم مياهًا باردة، وصوّروا الحادثة.
- مجموعة من الطلاب المقنّعين اعتدوا بالضرب على زملاء صغار بعد أن أجبروهم على الاستيقاظ ليلًا. الحادثة جاءت بعد “راب باتل” (تحدي غنائي) شابته إهانات عنصرية، كل ذلك بوجود أحد المشرفين الذي لم يتدخل أو يوقف ما يحدث.
- حادثة عنصرية أخرى: تم تغيير اسم أحد الطلاب على غرفته إلى وصف عنصري مهين، كما علقت ورقة كُتب عليها: “أيها اللاجئ عُد أو عُد لمركز اللجوء”
“مرحبًا بعودتك من مركز اللاجئين.”
ولم يُقدَّم أي بلاغ من قِبل إدارة السكن، وإنما فقط من قِبل قسم الصحة المدرسية – وهي الحالة الوحيدة التي تم إبلاغ المدير بها طيلة العام الماضي!
أرقام تُثير القلق:
ووفقًا لاستبيان داخلي أجرته المدرسة، 15٪ من الطلاب قالوا إنهم تعرضوا للإهانة أو التنمر. فمعظم هذه الانتهاكات كانت لفظية أو نفسية، وغالبًا ما كانت تحدث داخل مساكن الطلاب. والطلاب أكدوا أن المشرفين كانوا على علمٍ بهذه الوقائع، دون أن يتخذوا أي إجراء أو يبلغوا إدارة المدرسة.
مطالب هيئة التفتيش:
تُطالب الهيئة الآن إدارة مدرسة Lundsberg بـ: إلزام المشرفين بالإبلاغ الفوري عن أي حالة إهانة أو عنصرية. وتقديم إثباتات بأن هذه التعليمات نُفّذت بالفعل. وتقديم تقرير بعدد البلاغات المُسجلة خلال الفترة بين 1 يونيو و17 أكتوبر من هذا العام.
الرأي القانوني:
وفق القانون السويدي للتعليم (Skollagen 6 kap §10–13)، يجب على كل من يعمل في المدرسة الإبلاغ فورًا عن أي سلوك فيه إهانة أو عنصرية، سواء كان لفظيًا أو جسديًا. و عدم الإبلاغ يُعد إخلالاً بالواجب المهني، وقد يُعرّض المدرسة للعقوبات الإدارية أو سحب الترخيص في الحالات القصوى. و تشير سياقات هذه القضية إلى وجود ثقافة تطبيع للأذى والعنف داخل مساكن المدرسة، وهذا ما تعتبره الهيئة انتهاكًا صارخًا للقانون ولقيم التربية السويدية.
ما يحدث في “لوندسبيرغ” يكشف فجوة خطيرة بين ما يُقال في الوثائق التربوية، وما يُمارس على أرض الواقع. فمدرسة تُفترض أن تُربي النخبة، أصبحت مشهدًا لانتهاكات تُشبه المعسكرات العسكرية لا المؤسسات التعليمية. هيئة التفتيش أعطت إدارة المدرسة فرصة أخيرة لتصحيح الوضع… فهل تُغيّر الإدارة ثقافة “السكوت عن الخطأ”، أم تواصل التستر حتى تنهار سمعتها أكثر؟ الأسابيع القادمة ستكون حاسمة.