
انتقادات كبيرة لكريستشون بشأن نجل وزير الهجرة المرتبط بجماعات نازية.. “حكومة مجاملات”
تصريحات كريستشون بشأن نجل وزير الهجرة الذي ارتبط بجامعات نازية محظورة رسمية تثير عاصفة من الانتقادات: هل تحولت الحكومة إلى حكومة مجاملات وصحبة سياسية؟ حيث تعرض رئيس الوزراء السويدي أولف كريستشون لانتقادات لاذعة من قبل الصحافة وومنظمات سويدية مثل (SKMA) بعد أن سارع إلى رئيس الوزراء السويدي للدفاع عن وزير الهجرة يوهان فورشيل، عقب تقارير إعلامية كشفت انخراط نجل الوزير في أنشطة متطرفة على صلة بجماعات اليمين العنصري.
الحكومة تخفّف من حجم الخطر
ورغم خطورة المعلومات التي كشفت عنها مجلة إكسبو الاستقصائية، والتي أوضحت أن نجل وزير الهجرة السويدي كان ناشطًا في أوساط النازيين الجدد وساهم في حملات لتجنيد الشباب نحو أفكار عنصرية متطرفة خطيرة، اختار رئيس وزراء السويد أن يُقلل من حجم المسألة، واصفًا ما جرى بأنه “مجرد صحبة سيئة” وقع فيها شاب صغير. وقوله ” أن وزير الهجرة تصرب كأب لديه واجبات” وأن الحدث انتهى والاب تكلم مع ابنه !
تصريحات كريستشون لم تمر مرور الكرام، إذ ردت اللجنة المعنية بمكافحة معاداة السامية ببيان حاد اللهجة، اعتبرت فيه أن حديث رئيس الوزراء لا يعكس حجم المسؤولية السياسية المطلوبة، بل يُظهر محاولة تمييع خطر اليمين المتطرف وتحويله إلى مجرد خطأ شبابي أو انحراف أخلاقي، في حين أن الواقع يُشير إلى نشاط سياسي منظم يهدد الأمن والديمقراطية.
انحراف عن المسؤولية السياسية
تعبير “تصرف كما يجب أن يتصرف أي والد” الذي استخدمه كريستشون، بدا أقرب إلى تقديم العذر من تقديم موقف سياسي صارم. فبدلاً من مساءلة الوزير أو حتى إدانة البيئة المتطرفة التي نشط فيها نجله، قرر كريستشون احتواء القضية وإغلاقها بأكثر العبارات نعومة، ما اعتبره مراقبون مجرد خطوة تجميلية لحماية الحلف الحكومي، حتى لو على حساب مبادئ مكافحة العنصرية والتطرف.
أزمة قيادة أم إفلاس سياسي؟
ما جرى يطرح تساؤلات أعمق: هل الحكومة السويدية قادرة بالفعل على مواجهة تحديات التطرف عندما يتعلق الأمر بمحيطها الداخلي؟ أم أن الاعتبارات السياسية والتحالفات الحزبية باتت أولى من القيم التي تتشدق بها في خطاباتها العامة؟
فبدلاً من اتخاذ موقف حاسم يُرسل رسالة قوية للمجتمع السويد حول رفض التطرف بجميع أشكاله، اختارت القيادة السياسية لغة التبرير وتلطيف الفضيحة. هذا النوع من الخطاب يُحوّل الحكومة من مؤسسة مسؤولة إلى شلل سياسي تتفنن في العلاقات العامة، وتفشل في تحمل تبعات أفعال أعضائها أو محيطهم القريب.
دعوات لمواقف جادة بدل المجاملات
اللجنة السويدية طالبت بموقف واضح وحازم من القيادة السياسية تجاه النازية والعنصرية، مؤكدة أن التهديدات المتطرفة ليست “أخطاء شخصية” بل ظواهر سياسية تتطلب استجابة على مستوى الدولة. ومع تكرار مثل هذه القضايا، تزداد الشكوك حول ما إذا كانت الحكومة تقف على أرضية مبدئية حقيقية، أم أنها تُجامل حلفاءها وتخشى اتخاذ قرارات قد تهز توازناتها الداخلية.
في النهاية، ربما لم تكن “الصحبة السيئة” مجرّد وصف غير دقيق، بل تعبيرًا لا واعيًا عن واقع سياسي أكثر خطورة: صحبة حكومية سيئة مع المبادئ.