مجتمع

انتقادات حادة لـ”السوسيال” في السويد بعد مقتل الشابة شاهيدا على يد والدها وشقيقها

كشفت تحقيقات إذاعة Sveriges Radio ضمن برنامج Kaliber أن العديد من إدارات الخدمات الاجتماعية -السوسيال (Socialtjänsten) في السويد تعاني من قصور خطير في التعامل مع جرائم العنف والاضطهاد المرتبطة بما يُعرف بـ“الشرف”، إذ تبين أن عددًا كبيرًا منها لا يملك خططًا مكتوبة لمكافحة هذه الظاهرة، ولا حتى موظفين مؤهلين أو مدرَّبين للتعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة. في وقت لا يوجد دراسات عميقة  –  لمعرفة “لماذا تستمر بعض العائلات ذات الأصول المهاجرة في تطبيق مفاهيم “الشرف” بصورة تنتهي بقتل الفتيات”؟ – ولماذا يُفرض هذا المفهوم على الإناث تحديدًا دون الذكور؟ -هل يرتبط الأمر بمعتقدات دينية ؟
أم أنه نتاج ثقافة اجتماعية محافظة متوارثة من المجتمعات الشرقية؟




مأساة شاهيدا: جريمة كان يمكن منعها

واحدة من أبشع القضايا في السويد التي سلط التقرير الضوء عليها هي قضية الفتاة شاهيدا (Shahida) التي قُتلت على يد والدها وشقيقها في بلدية Lessebo الواقعة في منطقة سمولاند (Småland) جنوب السويد.
كانت الخدمات الاجتماعية – سوسيال- في بلديتها على علم مسبق بأنها تعيش تحت قيود صارمة يفرضها والدها، وأنها كانت ضحية واضحة لما يسمى بـ”الاضطهاد القائم على الشرف”، لكن  السوسيال لم يتخذ الإجراءات الكافية لحمايتها. وتقول صديقتها وزميلتها في العمل بيرنيلا ليندبلوم (Pernilla Lindblom):

“كان والدها يراقبها طوال الوقت. لم يُسمح لها بالخروج بحرية، ولا بمقابلة الأصدقاء، وبالطبع لم يكن مسموحًا لها التحدث مع أي شاب. كانت تعيش في سجن داخل بيتها.”

لاحقًا قام الأب بمساعدة الشقيق باستدراج شاهيدا وقتلهااا ، وأدانت المحكمة والد شاهيدا بالسجن مدى الحياة، فيما حُكم على شقيقها بالسجن ستة عشر عامًا بتهمة القتل العمد.

الصورة شاهيدا .. والأب والشقيق





وعرض برنامج Kaliber تقرير يشير إلىان  البلديات الـ290 في السويد ثلثها لا تملك خطة مكتوبة لمكافحة العنف المرتبط بالشرف.كما أفادت نسبة مشابهة بأنها تفتقر إلى موظف مختص أو شخص مرجعي يمتلك تدريبًا كافيًا أو خبرة طويلة في هذا المجال.
ويحذر الباحث Devin Rexvid من أن الخوف من أن يُنظر إلى التعامل مع هذه القضايا على أنه تمييز ثقافي أو عنصري يجعل بعض الموظفين يترددون في اتخاذ قرارات حاسمة.

“كثيرون يخشون أن يُتَّهموا بالعنصرية عند التعامل مع عائلات ذات خلفيات ثقافية مختلفة، فيختارون تجاهل المشكلة أو التخفيف من خطورتها في التقارير. والنتيجة أن الضحايا يُتركون دون حماية، بينما يفقد المجتمع ثقة الناس في قدرته على تحقيق المساواة والعدالة”،
يقول رِكسفيد.




دعوات لتغيير جذري

قضية شاهيدا لم تكن الأولى، لكنها أصبحت رمزًا لفشل المنظومة في حماية الفتيات والنساء المعرضات للعنف الأسري والاضطهاد الثقافي.
وتقول صديقتها بيرنيلا ليندبلوم بأسى: “لا يمكننا إعادة شاهيدا إلى الحياة، لكن يجب أن يكون موتها نقطة تحول. علينا أن نتعاون جميعًا، مؤسسات ومجتمعًا، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى.”



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى