
امرأة تلد طفلها في الشارع بعد أن رفضت مستشفى كالمار جنوب السويد دخولها!
في لحظات يصعب نسيانها، ووسط صدمة وارتباك، وضعت السيدة أميمة مولودها على عتبة مستشفى كالمر جنوب شرق السويد، بعد أن رفض طاقم الطوارئ إدخالها رغم صراخها وألم المخاض. المأساة وقعت في شهر فبراير، حين وصلت أميمة برفقة زوجها “جمال” إلى قسم الطوارئ، في حالة طارئة، والطفل على وشك الخروج. لكنهم لم يُسمح لهم بالدخول، وتمت إحالتهم إلى قسم الولادة – رغم أن الوقت لم يكن في صالحهم.
يقول جمال، الزوج: “قلت لهم: الطفل يوشك أن يولد، عليكم أن تسمحوا لنا بالدخول فورًا، لكنهم لم يستجيبوا… كنت غاضبًا، مصدومًا، وتحت ضغط هائل”. في تلك اللحظة الحرجة، كانت ابنتهما الأولى البالغة من العمر ثلاث سنوات معهم في السيارة، تشاهد والدتها وهي تتألم على الأرض.
ويقول الأب : – “طفلتي كانت تصرخ بلا توقف، وأنا لم أعد أعرف من أساعد أولًا: ابنتي الصغيرة؟ أم زوجتي؟ أم أساعد نفسي كي لا أنهار؟”.
“كأنني في كابوس حي”
تحكي أميمة بصوت متهدج في الفيديو الذي نشرته SVT: “كان ذلك بمثابة كابوس.. كلما تذكرت ما حدث، ترتجف يداي وقلبي ينقبض الشعور بالخوف أمر سيء وخصوصاً عندما تكون لوحدك ..وفي دولة مثل السويد لا يجب أن نشعر بالخوف والقلق”.

تحقيق رسمي: “خلل في التواصل”
الحادثة أثارت استياءً واسعًا وأدت إلى فتح تحقيق رسمي من قبل المستشفى.
وأقرت الدكتورة غونهيلد نورديشوه هاغلوند، الطبيبة المسؤولة في مستشفى كالمر، بحدوث تقصير واضح: “التحقيق كشف عن وجود خلل في التواصل ربما لغوياً وسوء فهم ، وهذا هو السبب الرئيسي لما حدث”.
وأضافت: “نحن نأسف بشدة لما جرى، ونشعر بالحزن تجاه ما مرّ به هذا الزوج”. ورغم امتناعها عن ذكر تفاصيل التحقيق، أكدت الطبيبة أن المستشفى قام بمراجعة بروتوكولات القبول في الطوارئ، وأدخل تعديلات لمنع تكرار الحادثة.

تجربة هذا الزوج الشاب وألمهم العاطفي والإنساني يعكسان تحديات نظام الرعاية الصحية حتى في الدول المتقدمة. وفي حين نجا الطفل ووالدته بسلام، يبقى الجرح النفسي مفتوحًا، وصدى الصرخات على باب الطوارئ لن يُنسى بسهولة.