قصص المهاجرين واللاجئين

الهجرة السويدية ترفض تجديد إقامة لامرأة والسبب “وظيفتها وهمية وعقد عملها غير حقيقي!”

تعيش حنيفة أككول Hanifa Akkou، وهي رئيسة مطبخ في مطعم Hummusson بمدينة مالمو Malmö، أياماً عصيبة بعد أن قررت مصلحة الهجرة السويدية (Migrationsverket) عدم تجديد تصريح عملها، معتبرة أن وظيفتها “سِتاراً شكلياً” للحصول على الإقامة — أي سِكِين-آنستَلنينغ (skenanställning)، أو “توظيف وهمي”.
حنيفة، التي تعمل في مطعم ابنها إبراهيم إدريس Ibrahim Idrees منذ ثلاث سنوات، كانت تتولى مهام رئيسة المطبخ، وتشرف على إعداد الأطعمة التقليدية التي جعلت المطعم يحظى بسمعة طيبة في مالمو.
لكن فرحتها بالاستقرار في السويد تحولت إلى كابوس قانوني بعد أن تلقت إخطاراً من مصلحة الهجرة برفض تمديد إقامتها، واعتبار عملها “غير حقيقي”، رغم أن التحقيق الرسمي أقرّ بأنها تتقاضى راتباً كافياً لتغطية نفقاتها ومعيشتها بشكل قانوني.



  شكوك الهجرة: “عمل غير موثّق”

الشكوك التي بنت عليها المصلحة قرارها تتعلق بعدم وجود سجلات رقمية تؤكد دخولها وخروجها من العمل في personalliggare (سجل العاملين الرقمي)، بالإضافة إلى غياب تأمين العمل (trygghetsförsäkring) لفترة قصيرة من الزمن. كما أن المالك للمطعم هو الأبن وغالبا يحاول مساعدة والدته ” بالاحتيال الوهمي” للحصول على تجديد الإقامة!
بناءً على ذلك، خلصت المصلحة إلى أن حنيفة لم تؤدِّ فعلياً مهامها كما يجب، بل إن التوظيف قد يكون مجرد غطاء للبقاء في البلاد.

قصة “حنيفة” نقلها التلفزيون السويدي




  ردّ العائلة: “لدينا أدلة على عملها اليومي”

الابن إبراهيم إدريس، صاحب المطعم، عبّر عن استيائه من القرار قائلاً: “هذا ظلم كبير. لدينا صور وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر والدتي وهي تعمل يومياً في المطبخ، تطبخ وتقدّم الطعام للزبائن. كيف يمكن أن يُعتبر ذلك توظيفاً وهمياً؟”
أما حنيفة نفسها فقالت بأسى: “لقد عملت بجد وساهمت في تطوير المطعم وتوسيعه. من المؤلم أن يتم التشكيك في جهدي وكأنني لا أستحق البقاء هنا.”

حنيفة أككول ، وهي رئيسة مطبخ في مطعم Hummusson بمدينة مالمو




  خطر الترحيل يلوح في الأفق

قرار مصلحة الهجرة السويدية Migrationsverket لا يشمل حنيفة وحدها، بل يمتد إلى زوجها أيضاً، ما يعني أن كليهما مهددان بالترحيل في حال صدور القرار النهائي ضدهم من محكمة الهجرة.
ورغم أن حنيفة قدّمت استئنافاً (överklagande) ضد القرار، فإنها تعيش حالة من القلق الشديد بانتظار الرد الأخير. ابنها إبراهيم قال وهو يحبس دموعه: “لا أستطيع تخيّل حياتي من دون والديّ. نحن عائلة واحدة، والمطعم هو مشروعنا المشترك.”




  تضامن شعبي واسع!

القضية أثارت تعاطفاً كبيراً في مالمو، إذ وقّع أكثر من 2000 شخص على عريضة إلكترونية تطالب مصلحة الهجرة بإعادة النظر في القرار والسماح لحنيفة بالبقاء في السويد.
يقول أحد الزبائن الموقّعين:

“الكل يعرف حنيفة في المطعم. إنها تعمل طوال اليوم بجدّ. هذا ليس توظيفاً وهمياً بل مثال للاندماج والعمل الحقيقي.”




  قضية جديدة تثير الجدل!

قضية حنيفة تعكس جدلاً متزايداً في السويد حول كيفية تقييم مصلحة الهجرة لصدق عقود العمل، خاصة عندما يكون العامل قريباً من صاحب العمل — كالأبناء أو الأزواج.
ففي السنوات الأخيرة، شدّدت السلطات إجراءاتها ضد ما تعتبره “احتيالاً عبر عقود العمل”، لكن منتقدين يرون أن هذه التشديدات تضرّ أحياناً بالأشخاص الذين يعملون فعلاً بجدّ، خصوصاً في المشاريع العائلية الصغيرة.




حنيفة تقول في ختام حديثها:

“كل ما أريده هو أن أعيش بسلام وأواصل عملي بشرف. هذا المطعم هو بيتنا، وليس وسيلة احتيال.”

وبين قانونٍ صارم ومشاعر إنسانية جارفة، تبقى قصة حنيفة أككول مثالاً جديداً على التوتر بين البيروقراطية السويدية والواقع الإنساني للمهاجرين العاملين في البلاد.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى