
المدعي العام السويدي: خدعة تكتيكية للإيقاع بقاتل موميكا في سوريا وجلبه إلى السويد
كشفت هيئة الإذاعة السويدية SVT اليوم عن تفاصيل جديدة تتعلق بقضية مقتل سلوان موميكا، حيث تبين أن الادعاء العام استخدم خطة تكتيكية مدروسة لإغراء المشتبه به الرئيسي بالعودة إلى السويد بعد أن فر إلى الخارج عقب الجريمة. وتشير المعلومات إلى أن الشرطة كانت تمتلك منذ الربيع الماضي أدلة تقنية قوية تربط الشاب السوري بشار زكور (Bashar Zakkour) البالغ من العمر 24 عامًا،البالغ ، بجريمة قتل المتطرف العراقي سلوان موميكا المعروف بحرقه لنسخ من القرآن الكريم في السويد ، وهي الجريمة التي وقعت في شقة موميكا بمدينة Södertälje (سودرتيليه) في نهاية يناير الماضي 2025. ورغم ذلك، اختار الادعاء العام في حينه الادعاء علنًا بأن التحقيق يسير ببطء وأن القضية قد تتحول إلى ما يُعرف بـ”القضايا الباردة” التي تُغلق مؤقتًا بسبب نقص الأدلة.
لكن الحقيقة، كما كشف المدعي العام السويدي راسـموس أومان Rasmus Öman لـ SVT، كانت مختلفة تمامًا. فقد قال: “كنا نعلم أن الشخص المشتبه به يتواجد في مكان يصعب تسليمه منه، لذلك قررنا أن نوحي إعلاميًا بأن التحقيق متوقف تقريبًا، على أمل أن يعود بنفسه إلى السويد.”

وأضاف أومان أن تلك الخطة كانت “خدعة قانونية محسوبة”، مؤكدًا أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها مثل هذه الطريقة في التحقيقات الجنائية. وردًا على سؤال حول ما إذا كان هذا الأسلوب مضللًا، قال:
“يمكن للبعض أن يرى ذلك كذلك، لكن هدفي كان منع تسريب أي معلومة إلى الإعلام حول وجود مشتبه به رئيسي لدينا.”
هروب المشتبه به ومسار التحقيق
وبحسب ما توصلت إليه الشرطة، فرّ القاتل المشتبه به بعد ارتكاب الجريمة على دراجة مسروقة، ثم قضى ليلته في سيارة، وفي اليوم التالي استقل قطارًا إلى كوبنهاغن، قبل أن تتعقب السلطات أثره إلى سوريا، حيث يُعتقد أنه لجأ إليها بعد الجريمة مباشرة.
ويقول المدعي العام:
“نحن متأكدون من أنه غادر إلى سوريا، ولا نعلم مكانه بدقة الآن.”
وأضاف أن التحقيق لا يشير إلى أن أحدًا ساعد المشتبه به أثناء تنفيذ الجريمة نفسها، لكن يجري فحص احتمال وجود مساعدين آخرين في مراقبة الضحية أو تخطيط الجريمة.
ورفض أومان التعليق على ما إذا كانت هناك أسماء جديدة على قائمة المشتبهين أو شركاء محتملين.
مذكرات توقيف وملاحقة دولية
المشتبه به الآن مطلوب رسميًا للعدالة، بعد أن تم حبسه غيابيًا بتهمة القتل العمد، وأصدر الادعاء العام أمر اعتقال أوروبي إضافة إلى طلب ملاحقة دولية عبر الإنتربول، بهدف تسليمه إلى السويد للمحاكمة.
خلفية القضية
يُذكر أن موميكا، الذي أثار جدلًا واسعًا في السويد والعالم بعد إحراقه للمصحف في عدة مناسبات، قُتل رمياً بالرصاص داخل شقته في Södertälje أواخر يناير 2025. ومنذ ذلك الحين، تم توقيف عدة أشخاص للاشتباه بعلاقتهم بالقضية، لكن أُفرج عنهم لاحقًا لعدم كفاية الأدلة.
وفي مايو الماضي، صرّح المدعي العام نفسه لوسائل الإعلام بأن القضية قد تُغلق لعدم التوصل إلى خيوط جديدة، وهو ما تبيّن لاحقًا أنه جزء من خطة تضليل مقصودة تهدف إلى كسب الوقت ودفع القاتل إلى التحرك من تلقاء نفسه.
واليوم، وبعد أشهر من الغموض، تؤكد النيابة أن الملف لم يكن “باردًا” قط، بل كان يُدار في الخفاء بخطة معقدة لاستدراج الجاني الذي ما زال فارًا خارج السويد.
يقول والد موميكا، تعليقًا على التطور الجديد: “كنا ننتظر هذه الأخبار منذ وقت طويل… أريد فقط أن أرى العدالة تأخذ مجراها.”
بهذا، تعود قضية موميكا إلى الواجهة من جديد، لتكشف عن وجه خفي من التكتيكات القانونية السويدية في التعامل مع الجرائم الحساسة التي تثير اهتمامًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا داخل البلاد وخارجها.