الشرطة السويدية: مصادرة 115 مليون كرون خلال تفتيش وتوقيف أشخاص في أمكان عامة
كشفت مصلحة تحصيل الديون Kronofogden أنها نجحت خلال العام الماضي فقط في جمع 115 مليون كرون سويدي عبر آلية جديدة تُعرف باسم “الحجز عن بُعد” (Distansutmätning)، وهي أداة قانونية تتيح مصادرة الممتلكات الثمينة مباشرة في موقع ضبط الشخص، ودون الحاجة لإجراءات تقليدية مطوّلة.
لم يعد الاحتيال والجريمة والتهرب الضريبي أو الحصول على مساعدات وأنت لا تحتاجها أمرًا سهلاً، حيث إن الأموال التي تكسبها لا يمكن إخفاؤها، كما لن يمكنك التظاهر بالإفلاس للتهرب من سداد الديون أو تعويض الضحايا في السويد، أو رفض إعادة أموال المساعدات التي حصلت عليها بدون حق. فمنذ إقرار قانون “الحجز عن بُعد” (Distansutmätning)، أصبحت الشرطة والجمارك السويدية ومصلحة تحصيل الديون Kronofogden قادرة على مصادرة الممتلكات الفاخرة أو الأموال النقدية من أي شخص مديون أو مُدان، مباشرة في مكانه، دون الحاجة لإجراءات طويلة أو مراجعات مكتبية.
كيف يعمل الحجز على الممتلكات عن بُعد؟
السيناريو أصبح مألوفًا: دورية مرور عادية للشرطة السويدية على الطريق أو في المطار أو المعابر الحدودية، إيقاف سيارة فارهة، أو سيارة جيدة ولكن أرقامها تثير الشكوك. فحص سريع لهوية الشخص وإرسال رقمه الوطني إلى وحدة التحصيل الخاصة، وهذه الوحدة تعمل على مدار 24 ساعة يوميًا، وتستطيع فورًا فحص الوضع المالي للشخص عبر قواعد البيانات.
وفي دقائق معدودة تتأكد المعلومة: الشخص مدين؟ لا دخل مالي له مسجل في السويد؟ سجله الضريبي صفر؟ هل عليه ديون لآخرين أو لبنوك؟ لكن بين يديه ساعة فاخرة، حقيبة ماركة عالمية، أو حتى رزم من النقود، أو السيارة التي يقودها حتى لو كانت مسجلة باسم شخص آخر… النتيجة؟ الحجز الفوري على السيارة أو المجوهرات أو الأموال أو الساعة الفارهة أو الملابس، إلخ، وتُسحب على الفور.
وكذلك إذا تبين أن الشخص مدين أو عليه أحكام قضائية بدفع تعويضات، أو هو مستلم مساعدات مرض أو مساعدات اجتماعية، يمكن حجز أي ممتلكات ذات قيمة تكون بحوزته فورًا.
ما الذي يمكن مصادرته؟
بحسب المفتش زبستيان نيبورك (Zebastian Nybjörk)، تشمل الأمثلة:
- النقود النقدية.
- الملابس والأحذية من الماركات العالمية.
- الساعات الفاخرة والمجوهرات.
- الذهب والفضة.
- السيارة التي يقودها الشخص.
- المنازل إذا كانت مسجلة باسم الشخص.
ولكن الأمر لا ينتهي هنا، فربما تعمل ولديك دخل، ولكن لا يتناسب مع ما تملكه، أو يكون هناك اشتباه بأن الممتلكات لم تُشترَ بطرق قانونية، وهذا يمكن أن يكون سببًا للحجز، خصوصًا إذا كان الشخص ضعيف الدخل.
مصير الأموال والممتلكات المصادرة
النظام السويدي واضح:
- الأموال المصادرة تُربط بملف الشخص نفسه، ويُنظر: هل عليه ديون؟ هل يستلم مساعدات؟ هل هناك ضحايا لجرائم ضده؟
- إذا كان عليه حكم قضائي بدفع تعويضات لضحايا محددين، يتم تحويل قيمة الممتلكات المصادرة لتعويض هؤلاء الضحايا مباشرة.
- إذا لم يكن عليه تعويضات، تُستخدم الأموال لسداد ديونه الأخرى (ضرائب، غرامات، ديون خاصة، إعادة أموال المساعدات)، حسب ترتيب الأولوية في نظام التحصيل.
- إذا لم يكن عليه ديون ولا تعويضات، والأموال مجهولة المصدر، تُصادر لصالح الدولة.
بهذه الطريقة، أصبح من الممكن للضحايا الحصول على التعويضات التي حكمت لهم بها المحكمة، وهو أمر كان صعبًا سابقًا بسبب تهرب الجناة أو إخفائهم لممتلكاتهم.
إمكانية الاعتراض
أي شخص يتم الحجز على ممتلكاته يمكنه الطعن أمام المحكمة، التي تعيد النظر في القرار وتحدد إن كان الحجز قانونيًا أم لا.
