قضايا وتحقيقات

الشرطة السويدية: رقابة على إخراج الأطفال من السويد خلال العطلة الصيفية للعام 2025

مع اقتراب العطلة الصيفية، أطلقت الشرطة السويدية تحذيراً جاداً بشأن ما اعتبرته “ثغرة موسمية” قد تُستغل لإخراج الأطفال من البلاد دون رقابة كافية، وهو أمر قد ينطوي على مخاطر كبيرة تشمل الزواج القسري أو تغيير بيئة الطفل بشكل يتعارض مع القيم والقوانين السويدية.



السفر الصيفي… فرصة للبعض لإخفاء نواياهم

 موظفة مراقبة الحدود بشرطة ستوكهولم، تحدثت عن كيف يتم استخدام  العطلة الصيفية، التي تمتد عادة لشهرين، لفرصة  لانتهاك حقوق الطفل. فخلال هذه الفترة، يكون غياب الطلاب عن المدارس طبيعياً ومتوقعاً، مما يصعّب على السلطات التعليمية والإدارية اكتشاف ما إذا كان الطفل قد تم نقله خارج البلاد دون مبرر مشروع أو دون علم الجهات المعنية.



زواج قسري وتربية قسرية: تهديدات غير مرئية

تعبّر الشرطة عن قلق متزايد من أن بعض حالات السفر تكون مدفوعة بنوايا خطيرة مثل تزويج الأطفال قسرياً أو فرض أساليب تربية تتعارض مع القانون السويدي ومع ما يضمنه من حماية للطفولة. ورغم أن الأمر قد يبدو عادياً في ظاهره، إلا أن نتائجه قد تكون كارثية، خاصة عندما يُؤخذ الطفل دون رضاه أو يُحتجز في بيئة غير آمنة.



دعوة للمجتمع: اليقظة واجب مشترك

الشرطة توجه دعوتها هذه المرة ليس فقط للأسر، بل لكل من يتعامل مع الأطفال: المعلمين، العاملين الاجتماعيين، وحتى الجيران. فملاحظة أي سلوك غير معتاد أو حديث عن سفر غير مبرر يجب أن يدق ناقوس الخطر، لأن اكتشاف الحالات قبل حدوثها قد يمنع مأساة يصعب تداركها لاحقاً.




احترام حقوق الطفل ليس خياراً

القانون السويدي واضح: لا يحق إخراج الطفل من البلاد دون موافقته، وخاصة في ظل وجود نزاعات أسرية أو ضغوط عائلية. وهذا لا يرتبط فقط بمسألة السفر، بل يتعلق باحترام كيان الطفل واستقلاليته وحمايته من القرارات التي قد تُتخذ باسمه دون مراعاة لمصلحته أو رغبته.



مثال تطبيقي:

طفلة تُنقذ من زواج قسري بفضل يقظة معلمتها
في إحدى مدارس يوتيبوري، لاحظت معلمة أن تلميذتها البالغة من العمر 13 عاماً تتحدث كثيراً عن “سفر طويل” مع العائلة في الصيف، وكانت متوترة وغير مرتاحة كلما ذُكر موضوع الزواج في الصف. قررت المعلمة إبلاغ الأخصائية الاجتماعية في المدرسة، التي بدورها أخطرت الشرطة.




بعد التحقيق، تبيّن أن العائلة كانت تخطط لإخراج الطفلة إلى بلد خارج الاتحاد الأوروبي لتزويجها من أحد الأقارب. تم إيقاف السفر في اللحظة الأخيرة، وتم تأمين حماية مؤقتة للطفلة، فيما فُتح تحقيق رسمي بحق الأهل.

هذا المثال يوضح كيف يمكن لليقظة والتدخل السريع أن تنقذ طفلاً من مستقبل مجهول.

 مثال : الاشتباه في مطار أرلاندا يمنع خروج فتاة دون علم والدته

في أحد أيام شهر يونيو، وقبل وقت قصير من إقلاع رحلة متجهة إلى إحدى الدول خارج الاتحاد الأوروبي، لاحظ أحد موظفي مراقبة الحدود في مطار أرلاندا رجلاً برفقة فتاة تبلغ من العمر 16 سنوات. بدا الرجل متوتراً أثناء الإجراءات، في حين بدا الطفل صامتاً ومتفادياً للتواصل البصري.




طلبت الشرطة فحص الأوراق،  ووجدت أن الطفلة القاصر مُسجَّل كونها تعيش في السويد مع والدته. وعند التحقق من النظام الوطني، تبين أن الوالدين في نزاع قانوني حول الحضانة، ولا يملك الأب حق إخراج الطفل من السويد.




بمواجهة الرجل بالمعلومات، حاول التهرب قائلاً إن السفر “للإجازة فقط”، لكن بعد ضغط الأسئلة اعترف بأنه ينوي إبقاء الفتاة القاصر لفترة طويلة خارج السويد لدى أقاربه، وهو ما اعتبرته الشرطة محاولة واضحة لإبعاد الطفل عن بيئته القانونية في السويد.




تم على الفور إيقاف الرحلة بالنسبة للفتاة، وتسليمها إلى الجهات الاجتماعية -سوسيال-  لحين التواصل مع الأم، كما فُتح تحقيق جنائي بتهمة محاولة إخراج قاصر دون إذن قانوني.

تحليل سريع: كيف شكت الشرطة؟

  1. التوتر والسلوك غير الطبيعي: غالباً ما يكشف السلوك العصبي للبالغين عن نوايا خفية.
  2. غياب الوثائق الكاملة: عدم وجود موافقة من أحد الوالدين في حالات الحضانة المشتركة يعتبر مؤشراً أحمر.
  3. تاريخ عائلي معروف: ربط البيانات القانونية مع حركة السفر ساعد الشرطة في رصد التناقضات.
  4. عدم وضوح الهدف من السفر: الادعاء بأنه “سفر بسيط” دون تفاصيل واضحة جعل القصة موضع شك.
  5. تحدث الفتاة أو إعطاء إشارات عدم ارتياح قد يلفت النظر لوجود شيء ما غير طبيعي يتطلب تدخل الأمن أو موظفي الجوازات.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى