
أنهت الشرطة السويدية تحقيقاتها الرسمية في حادث المروّع الذي وقع داخل مدرسة “ريسبرشكا” في مدينة أوربرو خلال شهر فبراير الماضي، والذي يُعدّ من أكثر الجرائم الجماعية في تاريخ السويد الحديث.
وبحسب النتائج النهائية التي قدّمها رئيس فريق التحقيق، هنريك دالستروم، فإن منفّذ الهجوم، الشاب “ريكارد أندشون”، لم يكن مدفوعًا بأي خلفيات أيديولوجية أو تطرف سياسي أو ديني. التحقيق لم يكشف عن أي ارتباط له بحركات متطرفة أو أي نشاط إلكتروني يوحي بوجود دافع عقائدي.
الجريمة، التي راح ضحيتها عشرة أشخاص قبل أن يُقدم الجاني على الانتحار، تُصنّف وفق الشرطة كحادث جنائي فردي معزول، مرتبط بمشاكل نفسية واجتماعية عانى منها الجاني لسنوات.
حياة في الظل
أندشون كان يعيش في عزلة شبه تامة، بعيدًا عن المجتمع والعالم الرقمي على حد سواء. لم تكن له علاقات اجتماعية تُذكر، ولم يظهر في أي سجلات تواصل اجتماعي، وكان منغلقًا على نفسه بشكل لافت، بحسب إفادات الجيران ومعطيات التحقيق.
اعتماد كامل على المساعدات
كشفت التحقيقات أن القاتل لم يكن يعمل، وكان يعيش بالكامل على الإعانات الاجتماعية منذ بلوغه.
ورغم حصوله على رخصة صيد منذ عام 2011 وامتلاكه لثلاثة أسلحة نارية بين عامي 2011 و2014، إلا أنه لم يشارك قط في أي نادٍ للصيد أو نشاط رماية، ولم يظهر أي استخدام فعلي للأسلحة حتى يوم ارتكابه للجريمة.
تعاون دولي في التحقيق
ضمن جهود التحري، استعانت الشرطة السويدية بمعلومات ومساعدات من عدة جهات أمنية خارجية، منها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، وشرطة النرويج، بالإضافة إلى وكالة اليوروبول الأوروبية.
وفي الختام، أكّد فريق التحقيق أن كل الدلائل تشير إلى أن الجريمة لم تكن مخططة في إطار جماعي أو لها خلفية أيديولوجية، بل جاءت نتيجة تراكم طويل من العزلة، الاضطراب النفسي، والابتعاد عن المجتمع.