
الشرطة السويدية تحذر: أطفال وفتيات سيتم تسفيرهم قسرياً لخارج السويد خلال عطلة الميلاد
تحذير جديد لالشرطة السويدية من تصاعد المخاطر التي تهدد الأطفال والفتيات الذين يعيشون في منازل يسودها القمع المرتبط بما يُعرف بثقافة “الشرف”، خاصة مع اقتراب عطلة منتصف العام المدرسبة وعطلة الميلاد، حيث يسافر الكثير من العائلات في زيارات لبدانهم الأصلية ، ويزداد احتمال نقلهم قسراً لابنائهم الأطفال خصوصاً الفتيات إلى خارج السويد. ودعت الشرطة المدارس وجميع البالغين المحيطين بالأطفال إلى التحلي باليقظة، ورصد أي مؤشرات مقلقة، والتدخل السريع عند الاشتباه بوجود خطر. والدول التي غالبا ييتم نقل الأطفال إليها في أغلب الحالات هي الصومال والعراق وكينيا وسوريا -.
وأفادت الشرطة بأنه لا تتوفر إحصاءات دقيقة حول عدد الأطفال الذين يُجبرون على السفر أو يُحتجزون خارج السويد رغماً عنهم بسبب القمع القائم على الشرف أو أشكال أخرى من السيطرة الأسرية أو الانسحار هرباً من السويد بسبب محاوف شخصية من تدخل السوسيال السويدي، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الظاهرة لم تشهد ارتفاعاً كبيراً في السنوات الأخيرة، مع وجود عدد كبير من الحالات غير المبلّغ عنها، ما يُعرف بالرقم المظلم.
وأكدت مفتشة الشرطة في الإدارة الوطنية للعمليات، أوسا فاليندر، في تصريح لوكالة الأنباء TT، أن مجرد تعرض طفل واحد لمثل هذا المصير كافٍ لاعتبار الأمر مشكلة خطيرة لا ينبغي أن تحدث مطلقاً.
العطل المدرسية… فترة حساسة وخطرة
وأوضحت فاليندر أن فترات العطل المدرسية، وعلى رأسها عطلة الميلاد، تُعد من أكثر الفترات خطورة، لأن السفر لفترات طويلة خلال هذه الفترات لا يثير الشكوك كما هو الحال أثناء العام الدراسي.
وأضافت أن معلمين في مختلف أنحاء البلاد يلاحظون مع بداية كل فصل دراسي غياب بعض التلاميذ، حيث تبقى مقاعد فارغة لأطفال لم يعودوا بعد انتهاء العطلة.
ووفقاً للشرطة، فإن هذه الرحلات القسرية قد تتضمن سيناريوهات متعددة، مثل تزويج القاصرين أو فرض الزواج بالإكراه، ومحاولات تغيير سلوكيات الأطفال أو قناعاتهم، إضافة إلى ما يُسمى برحلات “التقويم أو التأديب”، فضلاً عن خطر تعرّض الفتيات لتشويه الأعضاء التناسلية.
خداع الأطفال ومؤشرات القلق
وأشارت فاليندر إلى أن العديد من الأطفال والشباب يتم تضليلهم، حيث يُقال لهم إن السفر يهدف فقط إلى زيارة الأقارب، رغم أن بعضهم يشعر بالخوف أو الريبة ويستشعر أن هناك أمراً غير طبيعي.
وبيّنت أن هذا القلق قد يلاحظه معلمون أو أقارب أو أشخاص بالغون في محيط الطفل، وهنا تبرز أهمية التواصل السريع مع الشرطة والخدمات الاجتماعية، لأن التدخل المبكر قد يكون كفيلاً بمنع إخراج الطفل من البلاد.
كما أوضحت أن مشاعر القلق قد تكون ناتجة عن تجارب سابقة داخل الأسرة، مثل تزويج إخوة أو أقارب في سن مبكرة، أو بسبب شائعات أو أحداث يُعتقد أنها ألحقت ضرراً بسمعة العائلة، ما يدفعها إلى اتخاذ إجراءات لاستعادة ما تعتبره “الشرف”.
تشريعات جديدة والتشديد على الإبلاغ
وذكّرت فاليندر بالقانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من ديسمبر، والذي يجرّم فحوصات العذرية، وكل الإجراءات المرتبطة بها، إضافة إلى إصدار ما يُعرف بشهادات العذرية.
وشددت على أن الإبلاغ عن مثل هذه الوقائع بالغ الأهمية، ليس فقط لأنها تمثل جريمة بحد ذاتها، بل لأنها تُعد مؤشراً قوياً على وجود خطر وشيك بفرض الزواج القسري على الفتيات، وغالباً ما يتم ذلك خارج السويد.
وأكدت الشرطة أن أي اشتباه بوجود تهديد حقيقي يجب الإبلاغ عنه فوراً، حتى تتمكن الجهات المختصة من التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك إصدار قرار بمنع الطفل من السفر عند الضرورة. وأوضحت فاليندر أن قرارات منع السفر لا تُتخذ إلا في حال توفر شبهات واضحة، ولا تمس الأسر التي تسافر بشكل طبيعي وقانوني.
وفي ختام حديثها، شددت فاليندر على أن الغالبية العظمى من الرحلات العائلية تكون إيجابية، حيث يزور الأطفال أقاربهم ويقضون أوقاتاً جيدة، لكنها أكدت في الوقت نفسه ضرورة البقاء متيقظين عندما تظهر مؤشرات على وجود خطر حقيقي.
معطيات رسمية
وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الخارجية السويدية، تعاملت السلطات خلال العام الماضي مع 74 قضية تتعلق بنقل أشخاص قسراً إلى خارج البلاد أو احتجازهم هناك، في إطار جرائم مرتبطة بما يُعرف بثقافة الشرف. وشملت هذه القضايا 134 شخصاً، من بينهم 89 طفلاً و45 بالغاً.
وأظهرت الإحصاءات أن عدد البالغين شمل 32 امرأة و13 رجلاً، بينما توزّع الأطفال بين 63 فتاة و26 فتى.
كما كشفت التقارير عن وجود خطر واضح بحدوث زواج قسري أو زواج أطفال في 22 حالة، في حين اشتُبه في ارتباط 18 حالة بما يُسمى “رحلات التربية”. ما والدول التي نُقل إليها الضحايا في أغلب الحالات فكانت الصومال والعراق وكينيا وسوريا.









