أخبار منوعة

السويد: زبون يأكل أربع قطع لحم في بوفيه مطعم.. فيتعرّض للتوبيخ من صاحب المطعم

24 أكتوبر 2025 – ستوكهولم

تحوّلت حادثة بسيطة في مطعم صغير بمدينة Katrineholm (كاترينهولم) إلى جدل في السويد حول حدود الأكل في مطاعم البوفيه المفتوح، بعد أن وبّخ صاحب مطعم زبونًا لأنه تناول “أكثر من اللازم”! القصة بدأت عندما زار الشاب ماركوس فاديبي Marcus Vadeby (27 عامًا) مطعم Commat برفقة صديق في مطلع أكتوبر لتناول وجبة الغداء من البوفيه، وكان الطبق الرئيسي في ذلك اليوم هو pannbiff (لحم مفروم مقلي يشبه الكفتة السويدية) مع البطاطس المهروسة.




ماركوس قال إنه أخذ أربع قطع من اللحم وأكلها بالكامل، لكنه لاحظ أن موظفي المطعم يراقبونه بنظرات غير مريحة. وأضاف في حديثه لصحيفة Katrineholms-Kuriren أنه شعر بأن العاملين يعتبرونه “صفقة خاسرة” للمطعم لأنه يأكل كثيرًا، خاصة وأنه طويل القامة (195 سم) ويزن نحو 140 كيلوغرامًا.

الشاب ماركوس فاديبي Marcus Vadeby (27 عامًا) مطعم Commat

يقول ماركوس: “لقد دفعت ثمن الوجبة، ومن الطبيعي أن يستفيد بعض الزبائن أكثر من غيرهم. في النهاية يجب أن يُحسب الربح والخسارة على مجموع الزبائن في اليوم، لا على شخص واحد”،  .




اتصال غاضب من صاحب المطعم

بعد الزيارة، كتب ماركوس تقييمًا سلبيًا على صفحة المطعم في فيسبوك بسبب “سوء المعاملة”، لكن المفاجأة كانت عندما تلقّى مكالمة من صاحب المطعم نفسه، الذي – بحسب ماركوس – قال له غاضبًا:

“أنت أكلت أربع قطع من اللحم، وهذا ليس طبيعيًا! الزبائن مثلك غير مربحين، وطبقًا لقانون البوفيه يجب ألا تأخذ أكثر من قطعتين!”

ماركوس ردّ بأنه لم يرَ أي لافتة أو تعليمات تحدد كمية الأكل المسموحة، وأنه لم يترك طعامًا في طبقه، أي أنه لم يهدر شيئًا. لكن المكالمة انتهت – كما يقول – بصراخ صاحب المطعم في وجهه.



“قانون البوفيه” يثير الجدل في السويد

القضية سرعان ما انتشرت على وسائل التواصل والإعلام المحلي، حتى إن بعض البرامج التلفزيونية ناقشت الموضوع.
في برنامج Nyhetsmorgon على قناة TV4، قال خبير السلوك والآداب ماتس دانييلسون Mats Danielsson إن من حق الزبون أن يأكل ما يشاء:

“البوفيه هو بوفيه. ما لم يضع المطعم حدودًا واضحة، فالأكل متاح بلا قيود. الفكرة كلها أن يدفع الشخص سعرًا ثابتًا مقابل ما يستطيع أن يأكله.”




المطعم يردّ: المسألة تتعلق بتقليل هدر الطعام

جريدة Expressen حاولت الحصول على تعليق من إدارة مطعم Commat، لكن المالك لم يرد. لاحقًا نشر المطعم بيانًا على فيسبوك قال فيه إن ما يتم تداوله “مشوَّه وغير دقيق”، وأنه لم يكن المقصود الإساءة لأي زبون.
وأضاف البيان أن هدف المكالمة مع ماركوس كان فقط مناقشة مشكلة هدر الطعام، إذ أن بعض الزبائن – بحسب المطعم – يأخذون كميات كبيرة ثم يتركونها دون أكل.




وجاء في البيان:

“نحن لا نحدد كميات الأكل في البوفيه، ويمكن للجميع أن يأكلوا ما يشاؤون. كل ما نطلبه هو تجنّب رمي الطعام. ربما دار حوار غير موفق، ونحن نعتذر إن شعر أحد بالإهانة، لكننا نرفض تمامًا التهديدات والإساءات التي تلقيناها لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب حادثة ‘كرات اللحم’ هذه.”

وختم المطعم منشوره بدعوة الزبائن إلى القدوم وتجربة وجبتهم الشهيرة قائلاً مازحًا:

“تعالوا لتجربوا كرات اللحم لدينا – مصنوعة من لحم البقر الصافي، مطهوة ببطء في الزبدة، بوزن 200 غرام للقطعة. كل ما نريده هو أن تنظفوا الطبق من الطعام – لا أن تملؤوا سلال القمامة!”




بين حرية الزبون ومصلحة المطعم

القضية أثارت نقاشًا واسعًا في السويد حول مفهوم “الحد من الهدر الغذائي” في مواجهة “حق الزبون في الأكل بلا قيود”، خاصة في بلد يولي اهتمامًا كبيرًا بالاستدامة وتقليل النفايات.
وبينما يرى البعض أن تصرف ماركوس طبيعي تمامًا طالما لم يُهدر الطعام، يعتقد آخرون أن المطاعم التي تعاني من ارتفاع الأسعار والطعام المهدور محقة في محاولة ضبط الاستهلاك.
لكن ماركوس نفسه اختصر رأيه بجملة قالها في أحد اللقاءات:

“لا أعتقد أنني ارتكبت خطأ. لقد ذهبت لأتناول الغداء، لا لأدخل في معركة لحم!”





هل تتفق أن للبوفيه حدودًا غير مكتوبة؟ أم أن الزبون من حقه أن يأكل حتى الشبع طالما دفع ثمنه؟
القضية البسيطة التي بدأت بأربع كرات لحم فتحت نقاشًا أوسع في السويد حول العلاقة بين الزبون والمطعم… والطعام الذي لا يُؤكل.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى