أخبار السويد

السويد تقرر امتلاك صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسي بميزانية بعشرات المليارات.

في تحوّل استراتيجي غير مسبوق، تتحرك السويد لتوسيع قدراتها العسكرية نحو امتلاك أسلحة بعيدة المدى قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة خارج حدودها، بما في ذلك داخل العمق الروسي. هذا التحول يعكس تغيراً جذرياً في العقيدة الدفاعية السويدية، والتي لطالما ركزت على حماية الأراضي الوطنية دون الانخراط في قدرات هجومية.



الردع بدل الدفاع فقط

القائد الأعلى للقوات المسلحة، ميكايل كلايسون، أعلن أن الهدف من هذا التوجه هو “توجيه ضربات إلى خطوط الإمداد ومناطق حشد القوات المعادية قبل أن تصل إلى الأراضي السويدية”، مؤكداً أن السويد بحاجة إلى قوة ردع واقعية في مواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة، خاصة في ظل التوتر مع روسيا والحرب المستمرة في أوكرانيا.

 




ما نوعية الأسلحة التي تخطط السويد لشرائها؟

الحديث يدور حول فئتين أساسيتين من الأسلحة:

1. صواريخ كروز بعيدة المدى

  • المرشح المحتمل: صاروخ Tomahawk الأمريكي أو Storm Shadow/SCALP-EG الأوروبي، أو النسخة الألمانية Taurus KEPD 350.
  • المدى: بين 250 إلى 1000 كيلومتر، بحسب الطراز. قادرة عاى ضلاب أهداف داخل أراضي روسية
  • القدرة التدميرية: حمولة تصل إلى 450 كغم من المتفجرات.
    • الكلفة التقديرية:  1.5 مليون دولار (15 مليون كرون سويدي) للصاروخ الواحد
    • العدد المتوقع امتلاكه للسويد : 500 طاروخ بكلفة 750 مليون دولار (7.5 مليار كرون)

هذه الصواريخ تُطلق عادة من مقاتلات مثل JAS 39 Gripen، ما يجعلها خياراً واقعياً يتوافق مع سلاح الجو السويدي.



2. أنظمة المدفعية الصاروخية بعيدة المدى (راجمات)

  • النظام المرجّح: HIMARS الأمريكي أو MLRS M270 المعدّل
  • المدى الحالي المحتمل: أكثر من 80 كم للصواريخ التقليدية، ويصل إلى 300 كم عند استخدام صواريخ PrSM (Precision Strike Missile)
  • القدرة التدميرية: رأس حربي شديد الانفجار أو شظايا
  • رمز الطراز: M142 (HIMARS)
  • الكلفة التقديرية: 5–7 ملايين دولار للوحدة HIMARS الواحدة، إضافة إلى نحو 150–250 ألف دولار لكل صاروخ GMLRS
  • الكلفة الإجمالية لعدد الصواريخ التي سوف تمتلكها السويد (200 صاروخ) بكلفة تصل 1000 مليون دولار (1 مليار) أي ماعادل 10 مليار كرون سويدي




السويد لم تكن تمتلك هذا النوع من الأسلحة سابقاً، حيث كانت تعتمد على مدفعية بمدى لا يتجاوز 8–10 كيلومترات. لذلك، اقتناء هذه الأنظمة يمثّل قفزة تكنولوجية وتكتيكية كبيرة.

متى يتم التسليم؟ وأين ستُنشر؟

وفق تصريحات كلايسون، فإن قرار الشراء سيُتخذ في الخريف المقبل (2025)، مع توقعات بتسلّم الأنظمة الجديدة في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
ومن اللافت أن السويد تخطط لنشر بعض هذه القدرات في دول مجاورة ضمن التعاون الدفاعي مع حلف الناتو، مثل فنلندا ودول البلطيق، في سياق ردع موسكو وتوسيع المظلة الأمنية المشتركة.




طائرات “غريبين” إلى البيرو: دفعة جديدة للصناعات الدفاعية السويدية

بالتزامن مع تعزيز قدراتها الدفاعية، أحرزت السويد صفقة تصدير كبيرة، حيث قررت البيرو شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز JAS 39 Gripen من شركة Saab السويدية، بقيمة 3.5 مليار دولار، ما يعزز الدور العالمي للصناعات الدفاعية السويدية ويؤكد جاذبية الطائرة كمقاتلة متعددة المهام.



تحليل: من الحياد إلى الاستعداد للهجوم

تدل هذه التحركات على أن السويد تجاوزت مرحلة الحياد الدفاعي إلى امتلاك أدوات ضغط وردع هجومية خارج الحدود، في انسجام واضح مع واقعها الجديد كعضو في حلف الناتو. فالحرب في أوكرانيا بيّنت أن الردع الفعال لا يقوم فقط على الدفاع، بل على القدرة على استهداف الخصم قبل أن يشن هجومه.




زر الذهاب إلى الأعلى