مجتمع

السويدية “آنا” تفقد مبيضها السليم بخطأ الطبيب المعالج في مستشفى في غرب السويد

 رغم تصنيف السويد كواحدة من أفضل الدول في العالم من حيث جودة الرعاية الصحية وكفاءتها العالية، خصوصًا مع كونها مجانية ومدعومة من الدولة، إلا أن الأشهر الأخيرة كشفت عن سلسلة من الأخطاء الطبية المؤلمة التي أثارت جدلًا واسعًا حول سلامة الإجراءات داخل المستشفيات العامة.



ما يثير القلق ليس فقط تكرار هذه الحوادث، بل أيضًا أنها تقع داخل منظومة صحية تعتبر نموذجًا عالميًا في التنظيم والتمويل والرعاية. هذه المفارقة تسلط الضوء على أهمية الرقابة الدقيقة والتواصل الفعال داخل الطواقم الطبية.



 قصة آنا: حين يتحول الخطأ الطبي إلى جرح دائم

في واحدة من أكثر الحالات المؤلمة مؤخرًا، وجدت آنا (اسم مستعار، 37 عامًا) نفسها ضحية خطأ جراحي جسيم في مستشفى سكارابوري، حيث خضعت لعملية تهدف إلى إزالة مبيض مصاب بتكيس، لتكتشف لاحقًا أن الفريق الطبي قام باستئصال المبيض السليم بدلاً من المصاب.




تبدأ القصة  عندما بدأت آنا تعاني من آلام شديدة في منطقة الحوض. التشخيص الأولي أشار إلى وجود كيس على المبيض الأيمن، لكن فحوصًا لاحقة بالأشعة المقطعية أظهرت بوضوح أن الكيس كان في الواقع على الجانب الأيسر.
ومع ذلك، لم تُنقل هذه المعلومة الدقيقة إلى الفريق الجراحي الذي قام بإجراء العملية – وهو خلل إداري خطير أدى إلى قرار طبي كارثي.



 بين الغضب والخذلان… ثقة مفقودة في نظام دقيق

بعد أشهر من العملية، وعندما عادت الأعراض من جديد، اكتشفت آنا من خلال فحص جديد أن المبيض المصاب لا يزال موجودًا، فيما تمت إزالة المبيض السليم بالكامل.   شعور “آنا” لم يكن مجرد خيبة أمل، بل صدمة نفسية حقيقية. قالت لاحقًا:
“كنت أظن أني بأيدٍ أمينة… لكن ما حدث جعلني أشعر وكأن جسدي ليس ملكي.”

قصة آنا: كما عرضتها أفتنوبلاديت





الخيارات الطبية أمامها أصبحت محدودة وصعبة:

  • إما العيش مع الكيس والمخاطرة بتدهور الحالة.
  • أو إجراء عملية جديدة لمحاولة إزالة الكيس دون التسبب بضرر أكبر.

ومع أن آنا أنجبت طفلها قبل هذه الأزمة، إلا أن الأثر النفسي للفقد كان عميقًا، خاصة مع غياب أي اعتذار أو تواصل رسمي من المستشفى، الأمر الذي زاد شعورها بالتهميش.



 إصلاحات متأخرة… وإجراءات لا تزال قيد التجربة

في أعقاب الحادثة، فتح مستشفى سكارابوري تحقيقًا داخليًا أظهر ثغرات خطيرة في إجراءات التحقق من معلومات المريض قبل العمليات الجراحية.
ردًّا على ذلك، تقرر تعديل الإجراءات بحيث يكون للجراح دور مباشر في مراجعة تفاصيل الحالة مع المريض يوم العملية، كخطوة لتقليل احتمالية وقوع مثل هذه الأخطاء.

لكن آنا عقّبت بمرارة:
“لو فقط تحدثوا معي في يوم العملية… كنت سأكتشف الخطأ بنفسي.”

رغم أهمية التغيير، لا تزال التساؤلات قائمة حول مدى عمق الإصلاحات، وهل هي كافية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.



  هل نثق بالنظام رغم الأخطاء؟

السويد لا تزال من أفضل الدول في العالم في نظامها الصحي من حيث الوصول والعلاج والكفاءة، لكن مثل هذه الحالات تسلّط الضوء على ثغرات بشرية قد تكون صغيرة لكنها قاتلة الأثر.

ما تحتاجه السويد اليوم ليس فقط إجراءات تقنية أكثر دقة، بل ثقافة صحية تضع المريض في مركز العملية الطبية، وتضمن أن يكون جزءًا فاعلًا في جميع القرارات المصيرية المتعلقة بجسده وحياته.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى