معلومات تهمك

السلطات تحذر المواطنين في السويد: الغرق يحدث بصمت خلال 20 ثانية

مع بداية فصل الصيف في السويد، وبدء عطلة المدارس الطويلة، يتوجه الكثير من العائلات نحو البحيرات والمسطحات المائية لقضاء أوقات ممتعة مع الأطفال والمراهقين. السباحة واللعب في المياه تبدو نشاطاً بسيطاً وآمناً، لكنها قد تخفي خطراً قاتلاً في لحظة غفلة واحدة.




من المهم أن نتذكر أن البحيرات السويدية، رغم هدوئها الظاهري، قد تكون مسرحاً لحوادث غرق مفاجئة، ليس بسبب التيارات العنيفة، بل نتيجة سلوكيات غير مسؤولة، مثل القفز من المرتفعات، أو استخدام ألعاب مائية غير مناسبة، أو ببساطة لأن الطفل لا يجيد السباحة أو يُترك دون رقابة.



ثوانٍ معدودة قد تغيّر كل شيء

تشير بيانات جديدة أصدرتها مؤسسة Trygg-Hansa بالتعاون مع الجمعية السويدية للإنقاذ Svenska Livräddningssällskapet إلى أن غرق الطفل يمكن أن يحدث في أقل من 20 ثانية فقط. الحادث لا يُسبق غالباً بصراخ أو طلب للمساعدة، بل يحدث بصمت، في لحظة انشغال بسيط من الأهل.




تقول الدراسة إن أكثر من نصف أولياء الأمور في السويد اعترفوا بأنهم فقدوا مراقبة أطفالهم مرة واحدة على الأقل قرب الماء، وهو أمر شائع وخطير في آنٍ واحد. لحظة بحث في حقيبة الشاطئ، أو حديث سريع مع صديق، يمكن أن تكون كافية لوقوع مأساة.

أرقام مقلقة.. ووعي غير كاف

الغرق لا يزال من أبرز أسباب الوفاة بين الأطفال دون سن السادسة في السويد. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 110 شخصاً يفقدون حياتهم سنوياً في حوادث غرق، معظمها في المياه المفتوحة كالبحيرات والأنهار والسواحل. حتى الآن في عام 2024، توفي ما لا يقل عن 90 شخصاً في حوادث مماثلة، وفقاً للإحصاءات الأولية.




الدراسة أظهرت أن 34% من المشاركين شهدوا حادثة كادت أن تؤدي إلى الغرق، أو انتهت فعلاً به. ورغم ذلك، فإن أكثر من نصف السكان لم يتلقوا أي تدريب حديث على الإنعاش القلبي الرئوي، وهو مهارة أساسية يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في لحظات الطوارئ.

هل السباحة آمنة فعلاً؟

يرى 30% من أولياء الأمور أن السباحة الفردية تصبح آمنة بدءاً من سن 12 أو 13 عاماً. لكن الخبراء يشددون على أن القدرة على السباحة لا تُغني عن الإشراف، فحتى من يجيد السباحة يمكن أن يتعرض لنوبة مفاجئة أو يتعب في المياه العميقة.




ويحذر ميكائيل أولوسون، الأمين العام للجمعية السويدية للإنقاذ، من الاعتماد الكامل على مهارات الطفل في الماء، مشيراً إلى أن “المعرفة بالإسعافات الأولية والرقابة المستمرة هما مفتاح الوقاية من الكوارث”.

إجراءات الوقاية: بسيطة لكنها حاسمة




  • لا تترك الأطفال في الماء دون مراقبة، حتى لبضع ثوانٍ.
  • كن على بعد “ذراع واحدة” منهم دائماً.
  • لا تعتمد على ألعاب السباحة كوسائل أمان.
  • درّب أطفالك على السباحة مبكراً.
  • تعلّم مهارات الإنقاذ والإنعاش القلبي الرئوي.
  • لا تتردد بالاتصال برقم الطوارئ 112 فور وقوع أي حادث.




في الختام

الصيف في السويد فرصة للراحة والمرح، لكنه أيضاً فترة يجب أن نكون فيها أكثر وعياً، خاصة عندما يتعلق الأمر بالماء. لا تجعل لحظات الفرح تنقلب إلى حزن بسبب إهمال بسيط. درّب أبناءك، راقبهم عن قرب، وكن دائماً مستعداً. فالحياة أمانة… والوقاية مسؤولية.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى