أخبار منوعة

السلطات السورية: النساء عليهم ارتداء البوركيني.. والرجال ممنوع التعري من الصدر

 في ظل بداية أول صيف تشهده سوريا بعد تحررها من نظام الأسد الديكتاتوري العلماني، وانتقالها نحو نظام وطني انتقالي ذي صبغة دينية ملتزمة، بدأت ملامح التحولات الاجتماعية والثقافية تطفو على السطح. ويبدو أن هذا الصيف سيكون مؤشراً مبكراً على طبيعة التجاذبات المتوقعة بين التقاليد الاجتماعية الإسلامية الملتزمة وبين الإرث الاجتماعي العلماني الذي بقي لعقود جزءاً من النسيج السوري.




فالمجتمع السوري، بتنوعه الديني والثقافي، يحمل طيفًا واسعًا من المظاهر الاجتماعية، من النساء المحجبات والمرتديات للملابس الشرعية، إلى نساء يرتدين الأزياء الغربية الكاشفة. هذا التنوع بات يفرض تحديًا حقيقيًا في التعامل مع المرحلة الانتقالية، خصوصًا مع قدوم السياح من دول إسلامية محافظة، واحتكاكهم بمجتمع لا يزال يحمل في طياته هذا الخليط الثقافي المتنوع.




وفي هذا السياق، أعلنت وزارة السياحة السورية مجموعة من التعليمات والتنظيمات المتعلقة بالسياحة الصيفية لعام 2025، وخصوصًا ما يتعلق بارتداء ملابس السباحة واستخدام الشواطئ والمسابح العامة والخاصة.

ضوابط جديدة لملابس السباحة والسلوك العام

دعت الوزارة إلى اعتماد نمط “أكثر احتشامًا” في اللباس على الشواطئ، مشيرة إلى ضرورة ارتداء النساء لما يعرف بـ”البوركيني” أو أي ملابس تغطي معظم أجزاء الجسد، وذلك ضمن الشواطئ والمسابح العامة. كما تم التشديد على ضرورة ارتداء غطاء إضافي أو رداء فضفاض عند التنقل بين الشاطئ والأماكن المجاورة.




أما بالنسبة للرجال، فقد مُنع الظهور بصدر عار خارج الماء، وألزمتهم الوزارة بارتداء قميص في الأماكن العامة القريبة من الشواطئ، كالفنادق والمطاعم ومناطق التنزه.

ضوابط اللباس خارج مناطق السباحة

وفي الأماكن العامة البعيدة عن الشواطئ والمسابح، شجعت التعليمات على ارتداء ملابس فضفاضة تغطي الكتفين والركبتين، وتجنب الملابس الشفافة أو الضيقة جدًا، بما يتماشى مع البيئة المحافظة التي تسعى السلطات الجديدة لترسيخها.




مرونة نسبية في المنتجعات الدولية

وفيما يخص الفنادق والمنتجعات من فئة الأربع نجوم وما فوق، وكذلك الشواطئ والأندية الخاصة، سمحت الوزارة بارتداء ملابس السباحة الغربية المعتادة، بشرط الالتزام بالآداب العامة والابتعاد عن المظاهر والسلوكيات التي تخدش الحياء أو تتنافى مع الأجواء العائلية.




بين الذوق العام والحريات الشخصية

ختامًا، شددت وزارة السياحة على أهمية احترام الخصوصية والالتزام بالذوق العام، داعية الجميع إلى تجنب أي تصرفات قد تسيء إلى البيئة المجتمعية أو تسبب انزعاجًا للآخرين، في خطوة تعكس محاولة التوازن بين الانفتاح السياحي والحفاظ على هوية دينية محافظة تشكل أحد أركان النظام الانتقالي الجديد.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى