
الحكومة السويدية: 300 مليار كرون للتسليح العسكري. لكي لا يضطر أطفال السويد لتعلم الروسية
20/6/2025
قرّرت الحكومة السويدية، في مؤتمر صحفي يوم الخميس، ضخ استثمار تاريخي بقيمة 300 مليار كرونة في قطاع الدفاع، وهو ما يعادل نحو 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للسويد. والسبب، حسب ما أعلنت وزيرة المالية السويدية إليزابيث سفانتيسون: “إن هذه الميزانية الضخمة لحماية الأمة السويدية ومستقبلها.. الأمر يتعلق بأطفالنا وأحفادنا – حتى لا يضطروا لتعلّم اللغة الروسية..”.
وتقصد الوزيرة السويدية أن السويد تنفق هذه الأموال لكي لا يكون المستقبل كما يحدث في أوكرانيا.. أراضٍ أوكرانية احتُلّت ويدرس الأوكرانيون الروسية فيها!
وحاولت الوزيرة والحكومة السويدية شرح تفاصيل أهمية إنفاق هذه المبالغ لكي يفهم السويديون طبيعة إنفاق هذه الأموال الضخمة بدون انتقاد للحكومة، وفهم واقع الخطر الذي يهدد السويد وشعبها.
رسالة الوزيرة كانت واضحة: السويد تتسلح ليس فقط لحماية حدودها، بل لتحصين مستقبلها من سيناريوهات مرعبة كتلك التي تعيشها أوكرانيا اليوم، حيث يدرس أطفالها على أراضٍ محتلة بلغة الغزاة.
استراتيجية شاملة: أمن عسكري ومدني في مواجهة التهديدات
الخطة الدفاعية الجديدة تقسم الاستثمار إلى شقين رئيسيين:
- 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي ستُخصص مباشرة لتعزيز القدرات العسكرية.
- 1.5% ستُوجه للأمن المدني، بما يشمل دعم أوكرانيا ومجالات الدفاع الداخلي.
المفارقة؟ هذه الخطوة تحظى بإجماع سياسي نادر، في مشهد يعبّر عن تغيّر جذري في المزاج السياسي السويدي بعد الانضمام إلى حلف الناتو، وطي صفحة الحياد التي استمرت لعقود.
ورغم أن الحكومة لم توضح بشكل دقيق كيفية تمويل هذا البرنامج الضخم، إلا أن التوقعات تشير إلى ارتفاع محتمل في الدين العام بنحو ثلاث نقاط مئوية. إلا أن الحكومة ترى أن هذا الثمن مبرر تمامًا في سبيل تحقيق أمن استراتيجي طويل الأمد.
وزيرة المالية ختمت رسالتها بشيء من الحزم:
“نحن لا نرسل فقط إشارة لروسيا… بل نؤكد أن السويد لا تمزح عندما يتعلق الأمر بسيادتها”.