
– الحصول على الجنسية السويدية (Svenskt medborgarskap) عبر الزواج من مواطن أو مواطنة سويدية يُعتبر من أكثر الطرق شيوعاً بين المهاجرين. فالقانون السويدي يضع قاعدة أساسية واضحة: إذا تزوّج شخص أجنبي من مواطن/مواطنة سويدية وانتقل للعيش مع الشريك في السويد، فإنه يحق له التقديم على الجنسية بعد 3 سنوات فقط من الإقامة المشتركة. هذه القاعدة تُعرف بـ قاعدة الثلاث سنوات، وهي أبسط وأسرع من باقي طرق الحصول على الجنسية التي قد تتطلب خمس سنوات أو أكثر.
لكن الواقع العملي تغيّر كثيراً خلال السنوات الأخيرة، بعد أن أجرت السويد تعديلات واسعة على قوانين الإقامة والهجرة، وهو ما جعل تطبيق هذه القاعدة القانونية أكثر تعقيداً مما كان عليه سابقاً.
القاعدة القانونية: 3 سنوات تكفي للجنسية عبر الزواج
من الناحية النظرية، تنص التشريعات السويدية على أن الشخص المتزوج من مواطن سويدي، أو الذي يعيش معه في شراكة مسجلة، يمكنه التقدّم بطلب الجنسية بعد مرور ثلاث سنوات من تاريخ حصوله على تصريح الإقامة (Uppehållstillstånd) في السويد.
وهذا الشرط يختلف عن بقية الأجانب غير المتزوجين من سويديين، إذ يُطلب منهم عادة الانتظار خمس سنوات أو أكثر، تبعاً لنوع إقامتهم (لجوء سياسي، حماية بديلة، عمل…).
التغييرات التي عقدت المشهد: من الإقامة الدائمة إلى الإقامة المؤقتة
في السابق، كان من الممكن أن يحصل المتزوج من سويدي على إقامة دائمة بسرعة نسبياً، وبالتالي يتمكن من التقديم على الجنسية بعد مرور ثلاث سنوات فقط.
لكن ابتداءً من التعديلات التي أقرّتها السويد منذ عام 2016 وما بعدها، أصبحت الإقامة المؤقتة (Tidsbegränsat uppehållstillstånd) هي القاعدة الأساسية لجميع أشكال الهجرة تقريباً، بما في ذلك لمّ الشمل.
وهذا يعني أن الزوج أو الزوجة القادمين إلى السويد يحصلون أولاً على تصريح إقامة مؤقت لمدة عام أو ثلاث سنوات، وبعدها يخضعون لتجديد الإقامة بشكل متكرر.
وهنا يظهر التعقيد:
- القانون يشترط الحصول على إقامة دائمة (Permanent uppehållstillstånd) قبل التقدّم للجنسية.
- لكن معظم المتزوجين من سويديين يُمنحون إقامات مؤقتة فقط، تُجدد كل فترة.
وبالتالي، رغم أن القاعدة القانونية تنص على أحقية الجنسية بعد ثلاث سنوات من الزواج والإقامة المشتركة، إلا أن عدم امتلاك الإقامة الدائمة يحول دون التقدّم بطلب الجنسية في هذه المدة.
شروط الإقامة الدائمة… العائق الأكبر
الحصول على الإقامة الدائمة في السويد لم يعد أمراً سهلاً كما كان سابقاً. فوفق القوانين الحالية، لا يمكن تحويل الإقامة المؤقتة إلى دائمة إلا إذا توفرت مجموعة من الشروط، أبرزها:
- إثبات القدرة على الإعالة المالية: أي أن يكون للشخص عمل ثابت أو دخل كافٍ لتغطية نفقاته ونفقات أسرته.
- الاندماج والاستقرار في السويد: مثل السكن المستقر وعدم وجود مخالفات جنائية خطيرة.
- تجديد الإقامة المؤقتة عدة مرات قبل النظر في منح الإقامة الدائمة.
وبذلك، حتى لو عاش الشخص خمس سنوات أو أكثر مع زوجته/زوجه السويدي في السويد، فإنه قد يظل يتنقل بين إقامات مؤقتة إذا لم يستوفِ شرط العمل والدخل. وهذا يعني عملياً أن قاعدة الثلاث سنوات تفقد معناها، لأن الجنسية لن تُمنح إلا بعد الحصول على الإقامة الدائمة أولاً.
مثال توضيحي
-
- شخص تزوج من مواطنة سويدية عام 2020، وحصل على إقامة مؤقتة مدتها ثلاث سنوات.
- بعد انتهاء المدة، قدّم طلب تجديد، لكن دون أن يثبت دخلاً كافياً من عمله، فحصل مجدداً على إقامة مؤقتة.
- القانون يقول إنه يحق له التقديم على الجنسية بعد ثلاث سنوات من الزواج، أي في عام 2023، لكنه لم يكن يحمل إقامة دائمة بعد.
- بالتالي، ظل غير مؤهل للتقديم على الجنسية، واضطر لانتظار سنوات إضافية حتى يتمكن من تحويل إقامته إلى دائمة، وهو أمر مرتبط أساساً بقدرته على تحقيق شروط الدخل والعمل.
خلاصة
إذن، يمكن القول إن الزواج من مواطن أو مواطنة سويدية لا يزال من أسرع الطرق القانونية للحصول على الجنسية السويدية، بفضل قاعدة الثلاث سنوات. لكن في الواقع العملي، هذه القاعدة أصبحت معطلة بشكل كبير بسبب سياسة الإقامات المؤقتة التي تبنتها السويد، وربط الحصول على الإقامة الدائمة – وهي شرط أساسي للجنسية – بمتطلبات العمل والدخل.
هذا التغيير جعل الكثير من المهاجرين المتزوجين من سويديين يعيشون في وضع معقد: فهم قانونياً يملكون الحق في الجنسية بعد ثلاث سنوات، لكن عملياً لا يستطيعون التقدّم إلا بعد سنوات أطول، ريثما يحصلون على الإقامة الدائمة.