آخر الأخباردولية

اشتباكات دامية وضحايا بالعشرات في السويداء ونتنياهو يأمر بمهاجمة الجيش السوري

أعلنت وزارة الدفاع السورية عن وقوع مواجهات عسكرية دامية راح ضحيتها أكثر من 100 شخص ، كما قالت أن  وقف شامل لإطلاق النار في محافظة السويداء سوف يبدأ بعد تلك المواجهات مساء الاثنين وصباح الثلاثاء 15 يوليو ، وذلك بعد ساعات من دخول وحدات الجيش إلى المدينة الواقعة جنوب البلاد، في محاولة للسيطرة على التوتر الأمني المتصاعد الذي خلف عشرات الضحايا، وسط تجدد الغارات الإسرائيلية على مواقع في المنطقة.




القرار جاء عقب اجتماعات مع وجهاء المدينة، بحسب ما صرح به وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الذي أكد أن مهمة الجيش السوري تهدف إلى استعادة الأمن وحماية السكان، مشيرًا إلى أن القوات حصلت على تعليمات صارمة بعدم استهداف المدنيين والعمل على تهدئة الوضع.




وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، بدأ الجيش سحب الآليات الثقيلة من داخل المدينة تمهيدًا لتسليم المهام الأمنية إلى قوى الأمن الداخلي، فيما تم الإعلان عن نشر الشرطة العسكرية لضبط السلوك والانضباط داخل القوات المنتشرة.




في المقابل، فرضت وزارة الداخلية حظر تجول شامل في المدينة يبدأ من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر، مع تحذيرات شديدة من أي انتهاك للممتلكات العامة أو الخاصة، وتهديدات بملاحقة من وصفتهم بـ”المجموعات الخارجة عن القانون”.




وفي خضم هذه التطورات، رحّبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بانتشار قوات الداخلية والدفاع في المحافظة، داعية الفصائل المحلية إلى تسليم سلاحها والتعاون مع الدولة. لكنها واجهت انقسامًا داخليًا بعد أن تراجع الشيخ حكمت الهجري عن تأييده للبيان الرسمي، وادعى أن موقفه جاء نتيجة ضغوط وتهديدات خلال مفاوضات مع السلطة، ما أثار حالة من التوتر ودفعه للدعوة إلى مواجهة التدخل الحكومي.




في سياق متصل، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على أهداف في محيط السويداء، استهدفت آليات ومواقع قالت إنها تابعة للجيش السوري، بزعم انتهاك اتفاق “نزع السلاح” في الجنوب. وأكد الجيش الإسرائيلي استهدافه لدبابات وناقلات وصواريخ سورية، بينما تحدثت تقارير عن سقوط إصابات في صفوف قوات الأمن السوري جراء القصف.




تزامن التصعيد الإسرائيلي مع تصريحات أطلقها كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أكدا فيها صدور أوامر مباشرة بمهاجمة مواقع وتحركات الجيش السوري في الجنوب، بذريعة حماية الطائفة الدرزية في السويداء. وشددت وزارة الدفاع الإسرائيلية على أن الجيش تلقى تعليمات واضحة من نتنياهو باستهداف أي نشاط عسكري سوري في المنطقة، في سياق يُلمّح إلى أن التدخل يأتي ضمن ما تسميه تل أبيب بـ”تحالف الأقليات”.





في المقابل، وصفت الحكومة السورية هذا التدخل بأنه جزء من محاولات إسرائيلية لاستغلال الانقسام الداخلي السوري وتعزيز نفوذها في الجنوب. وقال وزير الإعلام السوري إن الدخول العسكري للسويداء كان الخيار الأخير بعد شهور من محاولات التهدئة، مشيرًا إلى أن بعض القوى المحلية رفضت أي حل سياسي أو سلمي، وسعت إلى تدويل الأزمة بدلاً من الحوار الوطني.




بينما ذكرت واشنطن بوست في تقرير لها عن تدهور الأوضاع في سوريا أن أزمة في السويداء جنوب سوريا والأكراد في شمال سوريا معقدة ومتداخلة، تجمع بين التنافس المحلي والنزاع بين المكونات المجتمعية، لا سيما بين الفصائل الدرزية والعشائر البدوية المحيطة وبين العرب والأكراد شمالاً . وأضاف أن الدولة حاولت تجنب التصعيد، لكنها وجدت نفسها مضطرة للتدخل في الجنوب ولكن التدخل في الشمال لمواجهة الأكراد أخطر ..فالأكراد مسلحين بأسلحة أمريكية ومنظكيم في قوات مسلحة قادرة على مواجهة قوات دمشق مما يهدد وحدة سوريا




في المجمل، ما يجري في السويداء ليس مجرد اشتباك محلي، بل هو مؤشر على هشاشة التوازنات في الجنوب السوري، وتذكير بأن أي فراغ أمني يمكن أن يتحول إلى ساحة تدخل إقليمي، سواء من إسرائيل أو من جهات أخرى شمال سوريا تنتظر لحظة الضعف لتفرض شروطها.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى