مجتمع

استطلاع: مئات الآلاف من السويديين يخشون الموت في وحدة و أن لا يحضر أحد جنازتهم

أثار استطلاع جديد موجة من النقاشات حول الوحدة والمصير الشخصي في السويد، بعدما كشف أن ما يقرب من 500 ألف سويدي شخص يعيشون في قلق دائم من فكرة الموت دون أن يحضر أحد جنازتهم. اللافت أن هذا القلق لا يقتصر على كبار السن كما قد يُتوقع، بل يتركز تحديدًا بين الشباب.




شباب يخشون الموت في عزلة

الاستطلاع الذي أجراه معهد Sifo لصالح مؤسسة الجنازات Fonus، أظهر أن 9% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يشعرون بالقلق من غياب الحضور في جنازاتهم، مقارنة بنسبة 3% فقط بين من تجاوزوا الخمسين.




وفسّر المسؤول في مؤسسة Fonus، كوني سولبيري، هذه الظاهرة بأنها تعبّر عن حاجة إنسانية عميقة: “الشعور بأننا مرئيون، وأن حياتنا لها أثر، يرافقنا حتى النهاية، بل يتعزز كلما اقتربنا منها”.

الجنازات الصامتة ليست شائعة.. لكنها موجودة

ورغم ندرة ما يُعرف بـ “الجنازات الفردية” – وهي الجنازات التي تُقام دون مشاركة أقارب أو أصدقاء – إلا أنها تحدث، وغالبًا ما تكون بسبب غياب العائلة أو وفاتها مسبقًا. في مثل هذه الحالات، تتحمل شركات تنظيم الجنازات مسؤولية تنظيم مراسم بسيطة ولكن محترمة، غالبًا بحضور موظفيها فقط.



الشعور بالأهمية في عين المجتمع

الدراسة كشفت أيضًا أن 8% من المشاركين يرون أن حضور عدد كبير من الناس إلى جنازاتهم أمر مهم بالنسبة لهم. هذه النسبة ترتفع إلى 13% بين من يمارسون شعائر دينية بانتظام، مما يعكس ارتباطًا نفسيًا وروحيًا بين الدين والشعور بضرورة ترك أثر في محيط الشخص.




ويؤكد سولبيري أن رغبة البعض في حضور عدد كبير من المشيّعين لا ترتبط برغبة في “الاستعراض”، وإنما هي تعبير عن حاجة داخلية إلى الشعور بأنهم كانوا محبوبين، وأن حياتهم لم تمر مرور الكرام.

العلاقات أهم من عدد الكراسي

في نهاية المطاف، يضيف سولبيري، لا تُقاس قيمة الإنسان بعدد المقاعد الممتلئة في وداعه، بل بنوعية العلاقات التي بناها. حتى لو لم يحضر سوى قلة، فإن تذكّرهم له بمحبة يكفي ليعطي لحياته معنى وامتدادًا في ذاكرة الآخرين.




القانون ذو الصلة:

في السويد، تُنظّم مراسم الدفن والجنازات وفقًا لقانون الجنازات (Begravningslagen)، الذي ينص في إحدى مواده على:

“يجب أن يتم التعامل مع رفات المتوفى ومراسم وداعه بكل احترام وكرامة، ويُتاح لكل شخص الحق في أن تُقام له جنازة مناسبة، بغض النظر عن وجود أقارب أو عدمه.”

هذا القانون يضمن أن لا يُدفن أحد دون احترام، حتى في غياب العائلة، وهو ما تحرص عليه مؤسسات الجنازات بالتعاون مع البلديات.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى