
ارتفاع كبير لاستخدام القنابل اليدوية في “جرائم شوارع” السويد.. من أين تأتي؟ وكم سعرها؟
16/6/2025
تشهد السويد في السنوات الأخيرة تحوّلاً خطيراً في طبيعة الجريمة المنظمة، تجلّى بشكل واضح في الانتشار المتزايد لاستخدام القنابل اليدوية، وهي ظاهرة لم تكن مألوفة على الإطلاق في البلاد قبل عقد من الزمن. هذا العام فقط، تعاملت الشرطة مع نحو 40 حالة مرتبطة بهذه القنابل، وهو رقم يعادل حصيلة العام الماضي بالكامل، ما يثير تساؤلات عميقة حول مصادر هذه الأسلحة، وكيفية دخولها إلى البلاد، والأسواق التي تغذي استخدامها.
من أين تأتي هذه القنابل؟
القنابل اليدوية التي تُضبط في السويد لا تُنتج محلياً، ما يعني أنها تصل من الخارج عبر شبكات تهريب منظمة. كثير من التحليلات الأمنية تُشير إلى منطقة البلقان كمصدر رئيسي، حيث لا تزال مخازن الأسلحة غير المشروعة، المتبقية من حروب التسعينيات، متاحة للبيع في السوق السوداء. يتم تهريب هذه القنابل إلى أوروبا الغربية، غالباً باستخدام طرق التهريب ذاتها التي تستعمل لنقل المخدرات والأسلحة الخفيفة.
بمجرد وصولها إلى أوروبا، تدخل السويد عن طريق شبكات تهريب معقدة تمتد عبر ألمانيا والدنمارك، مستفيدة من ضعف الرقابة على بعض المعابر والنقاط الحدودية المفتوحة داخل الاتحاد الأوروبي. وغالباً ما يتم تهريبها مخبأة في سيارات أو شحنات بضائع قانونية.
لماذا أصبحت القنابل اليدوية “السلاح المفضل”؟
بحسب وحدة المتفجرات في الشرطة، أصبحت هذه القنابل “مفضلة” لدى الشبكات الإجرامية، لأنها جاهزة للاستعمال ولا تتطلب مهارات تقنية لصنعها أو استخدامها. كما أنها أكثر رعباً من الناحية النفسية، وتُستخدم لترهيب الخصوم أو إرسال رسائل تهديد واضحة عبر التفجيرات في محيط منازل أو سيارات، دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة.
في حالات عديدة، يتم العثور على هذه القنابل قرب مدارس أو دور حضانة، ما يشير إلى أن الشبان المتورطين في هذه الشبكات يُكلفون بإخفاء الأسلحة في أماكن عامة، دون إدراك حقيقي لحجم المخاطر التي يُعرضون الآخرين لها.
مصدر وأسعار؟
أسعار القنابل اليدوية في السوق السوداء تختلف بحسب المصدر، وبلد التهريب، ونوع القنبلة، لكن وفق تقارير أمنية أوروبية – منها ما صدر عن الشرطة السويدية، وتقارير استخبارات من دول البلقان – فإن السعر التقريبي لقنبلة يدوية واحدة في السوق السوداء يتراوح بين:
- 2000 إلى 5000 كرونة سويدية (نحو 170 – 430 يورو).
- في بعض الحالات، خاصة إذا كانت الكمية كبيرة أو من نوع قديم (لكن ما زال فعالاً)، قد تنخفض الأسعار إلى 1500 كرونة فقط.
- النوعيات العسكرية الحديثة أو المصنّعة في دول غير البلقان (مثل بعض الأنواع الروسية أو الإسرائيلية) قد تصل إلى 7000–10000 كرونة للقنبلة الواحدة.
مصادر هذه المعلومات:
- تقارير الشرطة السويدية (Polisen) و Säpo تشير إلى أن كثيراً من هذه القنابل تأتي من مستودعات الأسلحة في دول مثل صربيا والبوسنة، حيث تُباع بأسعار منخفضة بسبب وفرة المخزون.
- تقارير EUROPOL ذكرت أن تكلفة تهريب القنبلة من البلقان إلى غرب أوروبا لا يتجاوز أحياناً 50 يورو، لكن السعر يرتفع كلما اقتربنا من الوجهة النهائية (كالسويد).
مقارنة:
للمقارنة، سعر مسدس في السوق السوداء في السويد قد يتراوح بين 10 إلى 25 ألف كرونة، بينما القنبلة تُعد “أداة ترهيب رخيصة” وتُحقق نفس الأثر النفسي، ولهذا أصبحت مفضلة لدى العصابات.