
ارتفاع عدد الشباب والمراهقين في السويد الذين يُبلغون عن تعرضهم للاغتصاب!
شهد النصف الأول من هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الشباب الذين أبلغوا عن تعرضهم للاعتداء الجنسي، حيث سجلت السلطات زيادة بنسبة 34% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. من بين هؤلاء الشباب، “يوهان” (اسم مستعار) الذي قرر الإبلاغ عن صديقته السابقة قبل عدة أعوام، متهمًا إياها بتعرضها “” خلال فترة علاقتهما حيث كان يجد نفسه في علاقات مفتوحة مع صديقاتها بعد أن يتعرض “للسكر”. ومع ذلك، أُغلقت القضية لاحقًا بسبب تضارب الأقوال وغياب الأدلة التقنية.
صعوبة الإبلاغ والخوف من الأحكام الاجتماعية
يوهان يوضح أن قرار التقدم ببلاغ لم يكن سهلاً، مؤكدًا أن الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو أن يُنظر إليه على أنه “ضعيف” أو “كاره للنساء”، جعله يتردد في البداية. ويضيف:
“ما زال هناك خجل وضغط اجتماعي يجعل كثيرين يترددون في الإفصاح عما تعرضوا له، خاصة إذا كانت الجهة المتهمة امرأة”.
وفقًا للبيانات الرسمية، فقد تضاعف عدد الشباب الذين يبلغون عن تعرضهم للاعتداء الجنسي خلال العقد الماضي، حيث سُجّلت أكثر من 300 بلاغ من ذكور خلال العام الماضي فقط.
حالات معقدة تشمل نساء أكبر سنًا
في الوقت ذاته، تشير بعض الحالات التي تم الإبلاغ عنها – وفق مصادر شرطية وتقارير إعلامية – إلى سياقات اجتماعية معينة قد تساهم في هذه الاعتداءات، خصوصًا تلك التي تحدث ضمن علاقات غير متوازنة بين نساء أكبر سناً وشباب مراهقين.
تظهر مثل هذه الحالات أحيانًا في أماكن تجمعات اجتماعية أو حفلات خاصة، حيث تتوفر الكحول بكميات كبيرة وتختفي الحدود الاجتماعية تدريجيًا. في مثل هذه البيئات، يُلاحظ أحيانًا أن بعض النساء الأكبر سنًا قد يقدمن على تصرفات غير لائقة تجاه شباب أصغر عمرًا، مستغلات حالة الضعف أو التأثير النفسي الناتج عن الكحول.
هذه المساحات الاجتماعية، التي يغيب عنها التوازن في القوة أو الخبرة، قد تتحول إلى بيئة غير آمنة للمراهقين، حيث لا يدرك بعضهم حدود السلوك المقبول، أو يجدون صعوبة في مقاومة الضغوط، خاصة إذا كان الطرف الآخر في موقف سيطرة نفسي أو اجتماعي.
لماذا لا يُبلّغ الكثيرون؟
رغم أن البلاغات في ارتفاع، إلا أن عدد الحالات غير المبلغ عنها يُعتقد أنه لا يزال مرتفعًا للغاية. فالكثير من الشباب الذين تعرّضوا لمثل هذه الحوادث، خاصة عندما تكون المرأة هي الجانية، يفضلون الصمت خوفًا من التقليل من تجاربهم أو التشكيك في روايتهم.
وتؤكد بعض الدراسات أن الضحايا الذكور غالبًا ما يُواجهون تحديات مزدوجة، من حيث غياب الدعم المجتمعي وتردد الجهات المعنية في التعامل بجدية مع بلاغاتهم.
ضرورة التحدث والانفتاح
يوهان يرى أن الحديث المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي عن الاعتداءات ضد الذكور لعب دورًا في تشجيع بعضهم على التقدم والإبلاغ. ويضيف أن المجتمع يجب أن يعترف بأن الضحية قد يكون شابًا، والمُعتدي قد تكون امرأة أو رجلًا، وأن المعيار الوحيد هو غياب الموافقة والضغط والإكراه.