مجتمع

إفلاس فندق الطائرة في ستوكهولم.. مالكي الفندق تركوا لمن يريده مجاناً شرط نقله!

في مشهد غير معتاد عند مدخل مطار أرلاندا الدولي في ستوكهولم، تقف طائرة بوينغ 747 ضخمة – وزنها أكثر من 160 طنًا – بدون ركاب أو طاقم، لكنها كانت في يومٍ ما أحد أغرب الفنادق في السويد: Jumbo Stay، وهو فندق فريد من نوعه أُقيم داخل طائرة جامبو معدّلة، وأصبح وجهة سياحية معروفة لعشاق الطيران والمغامرات الغريبة.




ما هو فندق Jumbo Stay؟

يقع الفندق بجوار محطة مطار أرلاندا، على بُعد خطوات من مدخل المطار الرئيسي، وكان يوفّر تجربة مبيت داخل طائرة ركاب حقيقية، تحتوي على غرف نوم صغيرة، وأجنحة، ومقصورة قيادة يمكن استئجارها كغرفة. الأسعار كانت تتراوح بين 500 إلى 1500 كرون سويدي لليلة الواحدة، بحسب نوع الغرفة.



جذبت فكرة الفندق الانتباه عالميًا، لا سيما بفضل تصميمه الغريب الذي حافظ على شكل الطائرة الأصلي، مع تحويلها من الداخل إلى غرف نوم مزوّدة بأبسط سبل الراحة.

صور من الفندق…

لماذا أفلس الفندق؟

رغم نجاحه الترويجي، لم يكن المشروع مربحًا على المدى الطويل. خلال السنوات الأخيرة، بدأت الديون تتراكم على الشركة المالكة للفندق، وبلغت أكثر من 4.3 ملايين كرون. وأدى تراجع السياحة العالمية خلال وبعد جائحة كورونا، وارتفاع تكاليف التشغيل، إلى تعقيد الوضع المالي للفندق.



وبعد إعلان الإفلاس، حاول المحامي المكلّف بتصفية الأصول البحث عن جهة جديدة تستثمر المشروع وتعيد تشغيله، لكن العقبة الأكبر كانت أن شركة Swedavia، وهي الجهة المالكة لأرض المطار، رفضت تمديد عقد الإيجار، مما قطع الطريق على أي فرصة لإنقاذ الفندق.

ماذا سيحدث للطائرة الآن؟

نظرًا لأن تكاليف نقل الطائرة أو تفكيكها مرتفعة جدًا، وإيجاد مكان مناسب أمر مكلف وصعب فقد قرر المصفّي القانوني التخلي عنها بالكامل، كما يجيز القانون السويدي في مثل هذه الحالات. هذا يعني أن الطائرة الفندق يمكن لأي جهة أن تمتلكها إذا استطاعت نقلها وتوفير مكان لها ، كما أصبحت الشركة التي تملك الارض التي عليها الفندق الطائرة  وهي  Swedavia مسؤولة عن التصرف فيه، حيث أكدت أنها تتابع القضية وتحاول إيجاد حل للتعامل مع الهيكل الضخم المتروك مع فرصة لمنح الفندق الطائر لأي جهة تريده مجاناً شرط نقله من مكانه!.



النهاية الغريبة لحلم جامبو

بعد 16 عامًا من التشغيل، انتهى مشوار فندق Jumbo Stay بطريقة محزنة، ليبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتم تفكيك الطائرة وبيعها كخردة؟ أم سيجد أحدهم فرصة جديدة لإعادة الحياة إلى هذا المشروع غير التقليدي؟ وفي كل الأحوال، تبقى قصة هذا الفندق مثالًا على كيف يمكن لفكرة مبتكرة أن تجذب الأنظار، لكنها لا تنجو دائمًا من معادلات السوق والواقع الاقتصادي.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى