
أيهم، 15 عامًا ضحية بريئة في جريمة أوبسالا. قُتل في صالون الحلاقة لا علاقة له بالجريمة
في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مدينة أوبسالا السويدية، لقي الفتى أيهم أحمد، البالغ من العمر 15 عامًا، مصرعه في جريمة إطلاق نار ثلاثية حدثت بعد ظهر الثلاثاء الماضي داخل صالون حلاقة في وسط المدينة. حيث قام الجاني وهو مراهق هارب من مركز السوسيال وعمره 16 عاماً بملاحقة شاب مراهق أخر داخل صالون حلاقة بمدينة أوبسالا شمال العاصمة السويدية ستوكهولم وأطلق النار عليه .. فقتل 3 مراهقين … بينهم المراهق “أيهم” الذي لم يكن له علاقة بالمطاردة ولا بالعصابات ولا الجريمة ..
من هو أيهم؟ كان أيهم مراهقاً نشيطًا ومحبًا للحياة: يُحب ممارسة الرياضة وخصوصًا كمال الأجسام ويُحب الجلوس مع أصدقائه والاستمتاع بالوقت وكان قد حصل مؤخرًا على أول وظيفة له في ماكدونالدز وكان متحمسًا جدًا لها ، ولكنه لم يتمكن سوى من العمل في وردية واحدة فقط… قبل أن يُقتل.

كلمات الأب: “خسرنا إنسانًا رائعًا”
في لقاء مؤلم مع والده أيمن أحمد داخل مسجد أوبسالا، قال:
“لا زلت أتكلم عنه وكأنه موجود… لم أستوعب أنه ذهب. كان فتى رائعًا، عطوفًا، فرِحًا، مليئًا بالحياة والطموح. لم يكن يريد سوى أن يكون إنسانًا جيدًا.”
ويُضيف الأب بحرقة:
“في صباح يوم الحادث، أنهى امتحانه في المدرسة، قبّل والدته على رأسها وقال: ’أحبك يا أمي‘، ثم خرج ليقُصّ شعره… ولم يعد.”
عندما أُغلق هاتف أيهم، توجّه والده إلى موقع الجريمة، معتقدًا أن ابنه ربما كان شاهدًا على ما حصل – لكنه اكتشف أنه أحد الضحايا. وأضاف والده : إنه القدر “كان في المكان الخطأ، في الوقت الخطأ”،
لا علاقة له بالجريمة المنظمة
رغم انتشار معلومات في وسائل الإعلام عن أن الضحايا الثلاثة ربما لهم صلة بالعصابات، إلا أن والد أيهم وأصدقاءه نفوا ذلك بشدة. “ابني طفل صغير، لم يشرب حتى مشروبًا كحوليًا في حياته. لم يكن يتجاوز الإشارة إذا لم تكن خضراء. لم يؤذِ أحدًا لا بالكلام ولا بالفعل.”
وأكد والده: “نحن راضون عنه تمامًا… ونعلم أن الله قد استقبل روحًا طيبة.”
ما قاله أصدقاؤه عنه
ستة من أصدقاء أيهم المقربين حضروا إلى المسجد لتقديم العزاء، وشاركوا بذكرياتهم معه: “كان وفيًا، مليئًا بالطاقة، ويُحب الجميع.” “يومًا يريد أن يصبح رجل أعمال، وفي اليوم التالي يحلم أن يصبح بطل UFC.” “لم يكن يغتاب أحدًا، وكان دائمًا إلى جانبنا.”
وقال أحدهم:
“ما زلنا نرسل له رسائل على مواقع التواصل… كأننا ننتظر أن يرد أو يطلب منا أن نتمشى معه مثل عادته.”
وظيفة ماكدونالدز… وفرصة ضائعة
كان من المفترض أن يبدأ أيهم وردته الثانية في ماكدونالدز يوم الجمعة. كان فخورًا بوظيفته الصغيرة، ويرى فيها بداية لطريق نظيف وشريف. وفي موقع الجريمة… ورود ودموع خارج صالون الحلاقة، أقام الأصدقاء نُصبًا تذكاريًا صغيرًا. شموع ورسائل، منها واحدة كتبت على خزان كهربائي تقول: “يؤلمنا العيش بدونك، يا أيهم العزيز.”
أيهم أحمد لم يكن سوى فتى صغير بطموحات بسيطة: وظيفة، حياة هادئة، ومستقبل أفضل.
مات برصاصة لا ذنب له فيها، ليُصبح رمزًا لخسارة مجتمع لواحد من أطفاله في ظل موجة عنف لشبكات جريمة لم تستطع الحكومة السويدية السيطرة عليها وانهاءها حتى الآن!