قصص المهاجرين واللاجئين

أيهام، 15 عاماً، قُتل في صالون الحلاقة في جريمة أوبسالا… ووالده يقول : “الله اختاره لأنه نقيّ”

 قبل أيام قليلة فقط، طلب أيهام، الفتى البالغ من العمر 15 عامًا، من والده تحويل مبلغ عبر “سويش” ليذهب ويحلق شعره استعدادًا لاحتفال “فالبوري” الربيعي.
لم يكن يدري أحد أن تلك ستكون آخر مرة يتحدث فيها الوالد مع ابنه.




الثلاثاء 29 أبريل، دخل أيهام إلى صالون حلاقة في مدينة أوبسالا. وبعد لحظات، تحوّل المكان إلى ساحة رعب.
ثلاث رصاصات – ثلاثة ضحايا – وأحدهم كان أيهام. طالب في الصف التاسع بمدرسة سفيركرسكولان، وحلم صغير بوظيفة أولى في “ماكدونالدز” كاد يبدأها خلال أيام.

صورة تجمع أيهم والأب

 الأب المكلوم: “كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ”

“كان فتى رائعًا، لكنه وُجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ… ما حدث له قد يحدث لأي شخص”، قال والده أيمن، بصوت مكسور من الألم، لكنه مملوء بالحب.




الأيام التي تلت الجريمة كشفت للأب ما لم يكن يعرفه عن ابنه. لم تكن عائلته فقط من تحبه، بل كان نورًا لمن حوله.

في تأبين أقيم في المسجد يوم الخميس، جاءه شباب لم يرهم من قبل، ليقولوا له كلمات لن ينساها أبدًا:

“كان يمشي معي في الليل حين احتجت للحديث”
“أعطاني شطيرة عندما كنت جائعًا”

أدرك الأب أن أيهام لم يكن فقط ابنًا صالحًا، بل روحًا عظيمة تركت أثرًا في المجتمع من حولها.



 “ندمت على المقابلات… لكنني سأظل أروي قصته”

رغم ظهوره في عدة لقاءات إعلامية أمام المسجد، يقول أيمن اليوم إنه يندم على تصوير صوته وبثه في وسائل التواصل. لكنه رغم حزنه الشديد، يرى أن مشاركة قصة أيهام قد تكون شرارة تغيير.

“آمل أن يتعلّم الشباب من قصة أيهام، وأن يتوقف كل من هو على الطريق الخطأ ليفكر. نحن نحب السويد، ونريد لهذا الحادث أن يكون لحظة صحوة لنا جميعًا.”




“أغرق والدته بالحب، وملأ البيت بالحياة”

كان أيهام طفلًا مليئًا بالحب. لا يمر يوم دون أن يُغدق والدته بالعناق والاهتمام، يمازح شقيقاته، ويضحك بصوته العذب في أرجاء البيت.
كان ينتظر بدء عمله الجديد في ماكدونالدز، لكنه لم يكن كغيره… كان يسأل:

“هل من الصواب رمي كل هذه الكمية من الطعام؟”

كان يخاف أن يُخطئ، وكان يحمل ضميرًا حيًا يفوق عمره بكثير.




يقول والده:

“لقد أحببناه أنا ووالدته حبًا لا يوصف… كان أنقى إنسان عرفته. لقد كان ملاكًا نعيش معه، ولم نكن ندرك ذلك.”

 “أنا أعرف من كان ابني… الله اختاره للجنة”

رغم الألم الذي لا يُوصف، لا يحمل الأب في قلبه سوى الفخر:

“أنا أعلم من كان ابني… الله اختاره. هو الآن في الجنة، وهذا عزائي الوحيد.”

قصة أيهام لم تنتهِ باستشهاده. لقد تحوّل إلى رمز للأمل، ورسالة محبة، وصوت يصرخ في وجه العنف… من أجل أن يستيقظ مجتمعنا.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى