
أولاند تحتضن أول سباق “بدون ملابس” في السويد: رسالة لتقبل الجسد.. والحريات!
في مشهد غير معتاد كثيرين في السويد، شهدت جزيرة أولاند يوم السبت فعالية غير مسبوقة تمثلت في تنظيم أول سباق في مكان مفتوح للركض بالعري الكامل، وذلك في إطار حملة رمزية تهدف إلى تشجيع تقبّل الذات كما هي، ومواجهة الضغوط الاجتماعية المرتبطة بصورة الجسد. هذا النوع من الفعاليات والأنشطة لا يعكس ثقافة سويدية ولكنه يعكس تقبل الحريات التي لا تخالف القيم السويدية ،وهو ربما يكون غير مقبول أو مزعج للكثير من الخلفيات المهاجرة أن يشاركوا فيه أو يشاهدونه وهذا أيضا حرية شخصية ولكن دون رفض أو منع حدوثها!!
السباق الذي أُقيم في مخيم Wikegårds الشهير، جذب مشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات، مراهقين وشباب وكبار العمر بينهم عداؤون محترفون وهواة، بل وحتى سيدة أنهت السباق باستخدام مشاية طبية، في رسالة واضحة بأن الجسد لا يُقاس بمظهره أو حالته البدنية، بل بالروح التي تسكنه.

بلغ طول السباق 1.5 كيلومتر، لكن بعض المشاركين اختاروا خوض أكثر من دورة، ليصل بعضهم إلى 4.5 كيلومتر. وعلى الرغم من الطبيعة غير التقليدية للفعالية، إلا أن المشاركين تحدثوا عنها بوصفها تجربة إنسانية ذات طابع رمزي، تتحدى المفاهيم الضاغطة حول الجمال والمثالية.

ويقول هانّس سوميلا (36 عامًا) من ستوكهولم، الفائز بالسباق، أنه لا ينتمي لمجتمع العراة ولا يمارس هذا الأسلوب في حياته اليومية، لكنه قرر المشاركة لكونه يرى الحدث لحظة تاريخية تستحق أن يكون جزءًا منها، خاصة لما تحمله من رسالة اجتماعية مؤثرة.

ومن جهته، أشار المنظم فريدريك فريدريكسون إلى أن الدافع الأساسي وراء تنظيم السباق هو رفض الصورة المثالية المفروضة جسديًا، خصوصًا على الأجيال الشابة، مضيفًا أن الهدف هو تقديم بديل واقعي ومتحرر من القيود المفروضة على المظهر الخارجي. “نحن نؤمن بأن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل”، على حد تعبيره.
تقدير للجميع ورسالة مستمرة
وفي لفتة معنوية، لم تُمنح الجوائز فقط للفائزين، بل تم تكريم السيدة التي أنهت السباق رغم استخدامها لمساعدة طبية، تقديراً لعزيمتها ومشاركتها الملهمة.
أما عن مستقبل الفعالية، فقد كشف المنظمون نيتهم تكرارها العام القادم، مع احتمال تغيير الشكل – مثل تنظيم سباق دراجات – مع الحفاظ على الرسالة الجوهرية: أن لكل جسد قيمته وجماله دون الحاجة للمثالية المصطنعة.