
أوروبا ليست أمريكا .. هبوط تاريخي غير مسبوق لليورو يمهد لانهيارات مستقبلية إذا لم تنهي أوروبا الأزمة مع روسيا
أدى هبوط اليورو أمام الدولار على خلفية حرب أوكرانيا والمخاطر المتزايدة التي تواجه اقتصاد الاتحاد الأوروبي، إلى تراجع غير مسبوق للعملة الموحدة منذ طرحها للتداول قبل عقدين ، حيث وصل سعر اليورو لأقل من الدولار الأمريكي
وقد تراجعت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) إلى 0,9952 دولارا الخميس (14 يوليو/ تموز 2022) وهو مستوى غير مسبوق منذ أواخر 2002 عندما طُرح اليورو للتداول رسميا.
أوروبا كيان دولي قوي ومؤثر في العالم ولكنها ليست الولايات المتحدة الأمريكية لكي تدخل في صراع طاقة وحرب اقتصادية وعداء مباشر مع روسيا التي تقف على حدودها ، ولذك يتوقع المستثمرون أنه بإمكان الاقتصاديات الأوروبية و اليورو التعافي، لكن إذا زالت عدة عقبات تقف في طريقه خلال الأشهر المقبلة. وتتمثل العقبة الأولى بخطر توقف إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا وبدء تهدئة الأزمة مع روسيا ، وإذا لم يحدث ذلك قبل الشتاء القادم ، سيكون من شأنه أن يؤدي لشتاء اسود أوروبي ومظلم ، و ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء وأسعار الوقود ويجبر دول منطقة اليورو على الحد من من الكثير من الأنشطة الصناعية.
وقالت المحللة لدى “كوميرزبنك” إستر ريخليت لوكالة فرانس برس: “إذا عاد تدفق الغاز من روسيا إلى وضعه الطبيعي أو توقف عن التراجع على الأقل بعد انتهاء الإغلاق الذي أدت إليه أعمال الصيانة في نورد ستريم 1 الأسبوع المقبل، سيخفف ذلك مخاوف الأسواق بعض الشيء من أزمة غاز وشيكة في أوروبا”.
وبينما حذّرت مجموعة “غازبروم” الروسية العملاقة للغاز من أنه لا يمكنها ضمان سير عمل خط الأنابيب بشكل عادي، تخشى الدول الأوروبية من إمكانية أن تسعى موسكو إلى استخدام مبررات تقنية من أجل وقف شحنات الغاز بشكل دائم والضغط عليها. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إن روسيا تستخدم الطاقة “سلاحا في الحرب”.
بدوره، حذّر المحلل لدى “إس بي آي لإدارة الأصول” ستيفن إنيس من أنه في حال “عدم إعادة تشغيل (نورد ستريم1 )، سيتراجع اليورو وينهار وسوف تتعرض الاقتصاديات الأوروبية لصدمات انهيار لم تراه منذ الحرب العالمية الثانية ، وسيشعر العالم بأسره بارتدادات الهزة الاقتصادية فيما يمكن بأن تتسبب أزمة الطاقة الأوروبية بركود عالمي يسحق العديد من دول الاتحاد الأوروبي “. لذلك على الاتحاد الأوروبي أن يعي أنه ليس الولايات المتحدة الأمريكية ولا ينزلق معها في مواجهة روسيا والصراعات العالمية الكبرى .. مؤكداً أن روسيا ليس لديها ما تخسره في المواجهة للنهاية ..وأمريكا لديها أدوات للسير للنهاية .. ولكن الأوروبيون سوف يدفعون فاتورة قاسية لا يمكن تحملها لمواصلة هذه المواجهة الخاسرة للجميع .