
أندرشون: سياسة الهجرة في الماضي كانت فوضى صادمة. ولوفين يؤكد: كانت صحيحة وإنسانية
أدلت زعيمة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين السويدي، وزعيمة المعارضة السويدية مجدالينا أندشون (Magdalena Andersson)، بتصريحات جديدة وصفت بأنها الأكثر حدة منذ توليها قيادة المعارضة، حيث أعلنت بوضوح أن السويد أخطأت في سياسات الهجرة السابقة والتي كانت في عهد حزبها الذي كان يقود الحكومة السويدية آنذاك، مؤكدة أن حزبها اليوم في 2025 يتبنى نهجًا أكثر تشددًا في ملفات الهجرة واللجوء والجريمة مقارنة بما كان عليه في السنوات الماضية.
جاءت تصريحات أندشون في مقابلة مطوّلة مع موقع Euractiv خلال زيارتها إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث أقرت بأن السويد كانت تمتلك في السابق أحد أكثر أنظمة اللجوء سخاءً في أوروبا، معتبرة ذلك خطأً كبيراً يجب تصحيحه. وأضافت أن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على وقف الهجرة و تأمين فرص العمل، وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية، وتعزيز شعور العائلات بالأمان، مشددة على أن الاستقرار المجتمعي لا يتحقق دون سياسة هجرة واضحة ومنضبطة.
وقالت أندشون بلهجة حازمة:
“لقد أصبحنا أكثر صرامة مما كنا عليه سابقًا عندما يتعلق الأمر بالهجرة وبالمهاجرين ومكافحة الجريمة. السويد بحاجة فعلية إلى سياسة هجرة مشددة، فلدينا اليوم الكثير من حوادث إطلاق النار، وهذه ظاهرة لا يمكن تجاهلها.”
ستيفان لوفين “رئيس الحكومة السابق” يدافع عن سياسة الهجرة في الماضي!
وفي المقابل، كان لرئيس الوزراء الأسبق ستيفان لوفين (Stefan Löfven) – الذي أُعيد انتخابه مؤخرًا رئيسًا لحزب الاشتراكيين الأوروبيين (PES) – رأي مغاير، إذ دافع عن سياسة اللجوء السابقة التي اتبعتها حكومته عندما كان يقود السويد في حكومة طويلة المدى بين عامي 2014 و2021. وقال لوفين في تصريحات لموقع Euractiv إن منح اللاجئين حق اللجوء هو مبدأ إنساني عالمي لا ينبغي التراجع عنه، مضيفًا أن أوروبا تحتاج إلى المهاجرين للحفاظ على توازنها الديموغرافي واستمرار نظام الرفاهية فيها.
وأوضح قائلاً:
“التركيبة السكانية في أوروبا تشهد تراجعًا خطيرًا. لا يمكننا أن نقول نرحب بالمهاجرين عندما نحتاج إليهم، ثم نغلق الأبواب في وجوههم عندما يتغير الظرف. في النهاية سنسأل أنفسنا: أين هم أولئك العمال الذين نحتاج إليهم لدعم الاقتصاد والرعاية الاجتماعية؟”
اختلاف في اللهجة لا في الجوهر
ورغم هذا التباين في الخطاب، حاول لوفين التقليل من حجم الخلاف بينه وبين أندشون، مؤكدًا أن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما. وقال:
“لقد عملنا معًا في حكومة واحدة. هي كانت وزيرة المالية، وأنا كنت رئيس الوزراء، وكنا نتشارك المواقف الأساسية نفسها تجاه قضايا الهجرة والمجتمع.”
ورأت الصحيفة أن ماجدلينا أندشون تسعى تدريجيًا إلى الابتعاد عن إرث لوفين الذي ارتبط بفترة الانفتاح الكبير في استقبال اللاجئين عامي 2014 و2017، في محاولة منها لتقريب حزبها من الموقف الذي تتبناه رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، المعروفة بسياسة اشتراكية محافظة تجاه الهجرة. يُذكر أن مجدالينا أندشون تولت رئاسة الحكومة السويدية بعد استقالة لوفين عام 2021، لكنها فقدت السلطة بعد انتخابات 2022، لتتحول اليوم إلى زعيمة المعارضة في مواجهة حكومة اليمين بزعامة حزب المحافظين.









