
أكثر من نصف السويديين اختاروا قضاء العطلة داخل منازلهم والبحث عن أنشطة صيفية مجانية
لم تعد العطلة الصيفية في السويد كما كانت سابقاً، حين كانت العائلات تخطط للسفر داخل البلاد أو خارجها، فالأوضاع الاقتصادية المتدهورة هذا العام دفعت بالعديد من الأسر السويدية إلى اختيار ما يُعرف بـ”العطلة في المنزل” (Hemester) كبديل واقعي وضروري.
في تقرير نشره التلفزيون السويدي (SVT)، كشفت دراسة أجرتها مؤسسة Länsförsäkringar أن نحو 40% إلى 60% من السويديين الذين كانوا يسافرون سنويا في العطلة الصيفية اختاروا قضاء العطلة داخل منازلهم أو في محيطهم المحلي، لتجنب التكاليف المتزايدة المرتبطة بالسفر والإقامة والأنشطة الترفيهية. حتى واحد من كل خمسة أشخاص قال إنه يعتمد هذا العام على أنشطة مجانية أكثر من المعتاد.
السبب؟ الوضع المالي
وفقاً لـستيفان فيستيربيري، خبير الاقتصاد الشخصي في المؤسسة التي أجرت الدراسة، فإن “الصيف قد يجلب ضغطاً مالياً كبيراً، خصوصاً للأسر التي لديها أطفال، لذا يُنصح بوضع توقعات واقعية حتى لا تواجه العائلة صدمة مالية في الخريف”.
“العطلة البسيطة” تعني الاستغناء
العديد من الأسر باتت تفضل البقاء في الحي أو المنزل: التنزه المحلي، السباحة في البحيرات العامة، ركوب الدراجات، الطهي في البيت، مشاهدة الأفلام، وزيارة الأهل هي أبرز أنشطة هذا الصيف. حتى تناول الطعام في مطاعم أو زيارة أماكن ترفيهية عائلية أصبح مكلفاً للغاية، الأمر الذي دفع الكثيرين لتجنب أي خطط تتضمن مصاريف غير ضرورية.
كارولينا دي ليون أولسون، أمٌّ لطفلين تبلغ من العمر 36 عاماً، تمثل نموذجاً لهذا الاتجاه، وتقول:
“كل شيء بسيط وعفوي. بقينا في لينشوبينغ معظم الوقت، وقمنا بزيارات قصيرة إلى أهل زوجي في فيرملاند.”
ماذا عن العائلات ذات الأصول المهاجرة؟
العائلات ذات الخلفية المهاجرة تتخذ مواقف مشابهة. البعض يسافر إلى بلده الأصلي لقضاء العطلة – غالباً بتكاليف أقل إن كان لديهم أقارب هناك، أو يختارون وجهة أوروبية مثل ألمانيا حيث يقيم أقارب أو أصدقاء لزيارتهم والبقاء معهم بكلفة منخفضة. والأغلبية يبقون في السويد، فغالباً لنفس الأسباب الاقتصادية، بالإضافة إلى أن الكثير من العائلات المهاجرة حديثاً لم تكتسب بعد ثقافة “السياحة الصيفية الدولية”، ويعتبرون الاستقرار داخل البيت أو الحي وسيلة طبيعية لتجنب النفقات المرهقة والمحافظة على المدخرات إن وجدت!!.
سواء كانوا سويديين أو مهاجرين، وجد كثيرون أنفسهم هذا الصيف مضطرين لاختيار البساطة والبقاء في المنزل، ليس حباً في “Hemester”، بل بسبب ضيق اليد وارتفاع تكاليف كل شيء: من المواصلات والسفر والإقامة إلى الآيس كريم مرتفع الكلفة فالتوفير هو الأهم.