
أحمد طبيب في السويد يتحدث للتلفزيون السويدي من غزة “أتناول وجبة كل يومين..أبحث عن الطعام”
“أحمد من أوربرو لا يزال عالقاً في غزة: أمشي ثلاثين كيلومتراً بحثاً عن الطعام… لم أعد أريد الحياة”……. في شهادة صادمة ومؤثرة نقلها التلفزيون السويدي (SVT)، كشف الطبيب الفلسطيني أحمد أبو زيد، المقيم سابقاً في مدينة Örebro السويدية، عن تفاصيل يومياته القاسية وهو لا يزال عالقًا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في ظل المجاعة والدمار والموت الذي يخيم على كل شيء.
أحمد، الذي كان يعمل طبيباً في السويد، سافر إلى غزة قبل اندلاع الحرب لزيارة عائلته، وكان من المفترض أن يواصل رحلته إلى القاهرة لإجراء مقابلة رسمية في السفارة هناك، في إطار خطته للعودة إلى السويد ولمّ شمله مع خطيبته. لكن الحرب انفجرت، والحدود أُغلقت، وأحمد لم يتمكن من مغادرة غزة منذ ذلك الحين.
“أكل مرة كل يومين… وانتهى كل أمل”
في حديثه الأخير لـ SVT، بدا أحمد مكسورًا ومنهكًا نفسيًا، حيث قال:
“أأكل وجبة واحدة كل يومين… فقدت الأمل، لم أعد أرغب في الحياة، لا أطيق الاستمرار.”
بكلمات قليلة لكن عميقة، اختصر أحمد شعور آلاف العالقين في غزة. ومع تدهور الأوضاع المعيشية، وتقلّص المساعدات بشكل غير مسبوق نتيجة الحصار الإسرائيلي، تحوّل البقاء على قيد الحياة إلى تحدٍّ يومي.
23 ألف خطوة من أجل كسرة خبز
أوضح أحمد أنه في اليوم السابق للمقابلة، مشى ما يعادل 23 ألف خطوة، أي ما يقارب 30 كيلومترًا، فقط بحثًا عن طعام له ولوالديه، مضيفًا:
“سأضطر للخروج من جديد بعد غروب الشمس لأعيد الكرة. لا أحد يمكنه أن يتحمل هذه الحياة، ولا ليوم واحد.”
منذ آخر مقابلة له مع القناة، خسر أحمد نحو 35 كيلوغرامًا من وزنه، في مشهد يعكس حجم المجاعة المتفاقمة التي تحذر منها منظمات الإغاثة العالمية.
“لا أذهب إلى مراكز المساعدات.. إنها مصيدة موت”
رغم حاجته الماسة للطعام، يرفض أحمد التوجه إلى نقاط توزيع المساعدات. فهذه المواقع باتت هدفًا متكررًا للقصف، ووفق تقارير أممية، قُتل عشرات المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ أواخر مايو.
ويقول أحمد بنبرة قلق:
“لا، لا أذهب إلى هناك، إنها فخ. الناس يُقتلون هناك كل يوم. الأسوأ ليس الموت، بل من يُصاب وتُبتر ساقه أو ذراعه، ويبقى حيًا وسط هذا الجحيم.”
غزة تختنق… والعالم يتفرّج
تشهد غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. فالحرب المستمرة، والحصار الذي يمنع دخول الإغاثة الكافية، جعلا ملايين المدنيين في مواجهة مع المجاعة والعطش والمرض. ورغم كل المناشدات الدولية، لا تزال المساعدات تعبر بصعوبة، فيما تتواصل الغارات، ويستمر العالقون – مثل أحمد – في سباق بائس من أجل البقاء.
قصة أحمد ليست استثناءً، بل مثالًا حياً لما يعيشه أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة تحت الحصار والقصف والموت البطيء.
ملاحظة قانونية:
- ما يحدث في غزة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يمكن أن يشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت النزاعات المسلحة.
- استهداف مراكز المساعدات الإنسانية يُعد انتهاكًا صريحًا للمواثيق الدولية المتعلقة بحماية عمليات الإغاثة.
.sci