
أثار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو جدلا واسعا خلال ظهوره في لقاء تلفزيوني وعلى جبهته صليب مرسوم بالرماد، وذلك بمناسبة أربعاء الرماد، أول أيام الصوم الكبير لدى المسيحيين الكاثوليك.فقد ظهر روبيو بالصليب مرسوما على جبينه خلال مداخلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، حيث ناقش مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة وحركة المقاومة الإسلامية هذا الظهور، الذي اعتبره البعض غير تقليدي لشخص يشغل منصب رأس الدبلوماسية في الولايات المتحدة، مما أثار موجة من النقاش والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عن الرسائل التي أراد إيصالها من خلال ظهوره بهذا الشكل.
وبحسب وكالة الأنباء الكاثوليكية، يرمز وضع الكهنة لهذا الصليب على جبين المصلين إلى التوبة والندم على الأخطاء. ويستخدم الرماد في هذا اليوم للتذكير بفناء الإنسان، ويُستخلص من أغصان النخيل المحروقة التي استُخدمت في آخر عيد للشعانين الذي يسبق عيد الفصح.
وخلال “أربعاء الرماد”، لا يفترض أن يأكل الكاثوليك اللحوم، وتطلب الكنيسة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا أن يصوموا، بحيث لا يمكنهم تناول سوى وجبة واحدة خلال اليوم.
لكن ظهور وزير الخارجية بهذه الرموز الدينية في سياق سياسي أثار تساؤلات حول توظيف الدين في المجال العام، خصوصًا أن المسؤولين الحكوميين في الدول الغربية الكبرى عادة ما يحرصون على الفصل بين معتقداتهم الدينية وأدوارهم الرسمية.
ويرى بعض المراقبين أن استخدام الرموز الدينية بهذا الشكل من قِبَل سياسيين يشغلون مناصب رفيعة قد يحمل دلالات سلبية في المجتمعات التي تعتمد على العلمانية كأساس للحكم، إذ يمكن أن يُفسَّر على أنه تلميح إلى ارتباط السياسة بالدين، أو حتى محاولة استمالة فئة دينية معينة.
في المقابل، يدافع مؤيدو روبيو عن حرية المعتقد، معتبرين أن تعبير المسؤول عن إيمانه الشخصي لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره إشكالية، بل هو جزء من تنوع المجتمع. ويبقى السؤال مطروحًا: هل كان ظهور روبيو بهذه الرموز تعبيرًا عفويًا عن المعتقد أم رسالة سياسية لها أبعاد أوسع؟