أخبار ألمانياأوروبا

هل تفكر بالانتقال لألمانيا؟.. أكثر من ربع المهاجرين في ألمانيا يريدون مغادرتها!

يونيو 2025

إذا كنت مقيماً في السويد وتعتقد أن الحياة في ألمانيا ستكون أكثر رحابة أو أن فرص العمل والاندماج هناك أوسع، فقد ترغب في إعادة التفكير. فرغم أن ألمانيا تُعد من أقوى الاقتصادات في أوروبا، وأغنى دول العالم، إلا أن أكثر من ربع المهاجرين فيها يفكرون بتركها، في مؤشر صادم يكشف أن الواقع مختلف تماماً عن التوقعات.



نقص حاد في العمالة… لكن المهاجرين يغادرون!

تواجه ألمانيا اليوم أزمة في سوق العمل، حيث تسجّل ما يقرب من 1.4 مليون وظيفة شاغرة مع نهاية 2024، تشمل مجالات حيوية كالصحة، التكنولوجيا، البناء، والنقل. ومع ذلك، لا يشعر المهاجرون بالانتماء أو الأمان المهني والاجتماعي الكافي للبقاء.
رغم أن الأجانب يشكلون نحو 16% من إجمالي القوى العاملة، ولهم حضور بارز في قطاعات حساسة مثل الطب والتمريض (حيث يحمل 1 من كل 6 أطباء جنسية غير ألمانية)، إلا أن شريحة واسعة منهم تفكر في المغادرة.



نتائج صادمة: ربعهم يريدون الرحيل

دراسة ضخمة أجراها معهد أبحاث التوظيف شملت 50 ألف مهاجر، أظهرت أن 26% فكروا فعلاً في مغادرة ألمانيا خلال العام الماضي، بينما 3% يخططون للرحيل بشكل فعلي. المفاجئ أن من يفكرون بالمغادرة ليسوا من العاطلين أو المهمشين، بل من أصحاب الشهادات العليا والوظائف الجيدة، وأولئك الذين يتقنون اللغة الألمانية بشكل جيد.




وغالباً ما يفضل الراغبون في المغادرة إما العودة إلى أوطانهم الأصلية مثل بولندا ورومانيا، أو الانتقال إلى دول أخرى أكثر جذباً مثل سويسرا، إسبانيا أو الولايات المتحدة.

لماذا يريدون الرحيل؟

الضغوطات اليومية والمعوقات البيروقراطية أحد الأسباب، لكن أبرز ما يدفع المهاجرين للتفكير بالمغادرة هو التمييز العنصري والشعور بعدم القبول.

  • ثلثا المشاركين في الدراسة قالوا إنهم تعرضوا للتمييز في العمل، السكن أو الأماكن العامة.
  • وثلثهم يشعرون أنهم غير مرحّب بهم أو مرحّب بهم بدرجة ضعيفة جداً.





وإلى جانب ذلك، يرى الكثيرون أن النظام الضريبي المعقّد، والتغييرات السياسية مثل صعود حزب “البديل لأجل ألمانيا” اليميني، قد
ساهما في تآكل ما كان يُعرف بـ”ثقافة الترحيب” التي تميزت بها البلاد بعد موجة اللجوء الكبرى في 2015.




هل ألمانيا تفرّط بكفاءاتها؟

يحذر خبراء الهجرة من أن هذه الظاهرة قد تُكبّد ألمانيا خسائر فادحة على المدى الطويل.
400 ألف مهاجر جديد سنويًا هو الرقم الذي تحتاجه البلاد للحفاظ على توازنها الاقتصادي والديموغرافي. فمع شيخوخة السكان وتراجع عدد المواليد، أصبح المهاجرون عنصراً حيوياً لبقاء القطاعات الخدمية والصحية والاقتصادية على قيد الحياة.




ورغم ذلك، تفشل السياسات الحالية – وفق الباحثين – في تقديم الحوافز الكافية للإبقاء على الكفاءات. ويقترح البعض تسهيل إجراءات الاعتراف بالمؤهلات، وتخفيف العبء الضريبي، وتحسين بيئة الاندماج كحلول عاجلة لتقليل نزيف العقول.

اقتراحات مثيرة للجدل: إجبار الخريجين على البقاء!

ضمن محاولات كبح موجة الرحيل، اقترح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي فرض التزام على خريجي الطب الأجانب بالعمل في المناطق الريفية لخمس سنوات بعد التخرج، أو دفع تكاليف دراستهم في حال اختاروا المغادرة. هذا الاقتراح نال دعم وزارة الصحة التي ترى في هجرة الأطباء تهديدًا حقيقياً لنظام الرعاية الصحية.




خلاصة:

منذ عام 2015، استقبلت ألمانيا حوالي 6.5 مليون مهاجر، غالبيتهم من سوريا وأوكرانيا. ومع أن الأرقام توحي بدولة منفتحة وجاذبة، إلا أن الواقع يشير إلى صعوبات حقيقية في الحفاظ على المهاجرين، حتى أولئك الذين نجحوا في الاندماج والاشتغال.

فإن كنت تظن أن ترك السويد نحو ألمانيا هو الخطوة الأفضل لحياتك كمهاجر، فربما من الحكمة أن تتريث قليلاً. فالمعادلة هناك ليست أسهل، وربما تكون أكثر تعقيداً مما تتوقع.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى