
نسخة من جواز سفرك السويدي تُباع على الإنترنت دون أن تعلم.. بسعر 50 دولارات فقط!
في الوقت الذي يستعد فيه آلاف السويديين لعطلتهم الصيفية، ويرفعون نسخًا من جوازات سفرهم وبطاقاتهم الشخصية لتقديمها إلى شركات السفر والفنادق وسفارات التأشيرات، تنشط على الجانب الآخر تجارة رقمية خطيرة وغير مرئية: بيع نسخ جوازات السفر والوثائق الشخصية على الإنترنت المظلم (Dark Web).
تقرير حديث صادر عن شركتي NordVPN وSaily كشف أن صور الجوازات الممسوحة ضوئيًا والوثائق من خلال “سكنر أو تصوير بالهاتف” المرتبطة بالسفر والمعاملات القنصلية أو البنكية وغيرها تُباع الآن على مواقع غير قانونية بأسعار تبدأ من 10 دولارات فقط، وقد تصل في بعض الحالات إلى 200 دولار، وفي المعتاد تكون بين 50 -100 دولار وذلك حسب جنسية صاحب الوثيقة وجودة الصورة ووضوح البيانات. مع الإشارة أن نسخ الجوازات لأشخاص من خلفيات مهاجرة أكثر طلباً لأن غالبا من يحتاج لها أشخاص من خارج أوروبا يستفيدون منها في معاملات سوداء على الإنترنيت
كيف تُسرق هذه الوثائق؟ وما هي المسارات الأخطر؟
بحسب التقرير، لا تحتاج العصابات الإلكترونية إلى “قرصنة معقدة” دائمًا. فهناك مسارات يومية وبسيطة تُسهّل تسريب هذه الوثائق، منها:
- تحميل المستخدم بنفسه لصورة جواز سفره على مواقع غير آمنة تشبه بوابات التأشيرات أو الحجز.
- استخدام خدمات التخزين السحابي (cloud) غير المؤمنة بشكل كافٍ، حيث تُترك الملفات قابلة للمشاركة لأي شخص لديه الرابط.
- برامج خبيثة تُزرع في الحواسيب والهواتف وتقوم تلقائيًا بتحديد ملفات تحتوي على صور جوازات أو تأشيرات وسحبها.
- هجمات سيبرانية تستهدف شركات الطيران ووكالات السفر، تُسفر عن سرقة قواعد بيانات العملاء كاملة.
- وأحيانًا، ببساطة، من خلال سرقة أو فقدان الوثيقة الأصلية، ثم مسحها وبيعها إلكترونيًا.
من يشتري هذه الوثائق؟ ولماذا؟
تُعد هذه الوثائق المسروقة كنزًا حقيقيًا للعصابات الإلكترونية. فهي تُستخدم في:
- إنشاء حسابات وهمية على منصات إلكترونية.
- حجز رحلات أو خدمات باسم الضحية.
- احتيال مالي عبر إثبات الهوية الكاذبة.
- دعم عمليات التزييف بالذكاء الاصطناعي، حيث تُستخدم تقنيات “ديب فيك” لصنع فيديوهات تظهر الضحية تنطق أو تتحرك.
وفي الحالات الأخطر، تُباع هذه الوثائق ضمن ما يُعرف بـ**”حزمة الهوية الكاملة” (Fullz)**، والتي تشمل الاسم الكامل، تاريخ الميلاد، رقم الجواز، عنوان السكن، وأرقام الاتصال. هذه الحزمة تتيح للمحتالين إمكانية انتحال الهوية بشكل تام، وارتكاب جرائم باسم الضحية.
من المسؤول؟ وكيف نحمي أنفسنا؟
الخطر لا يكمن فقط في القراصنة، بل أيضًا في سلوك المستخدمين، والتقصير الأمني من بعض الجهات التي تطلب هذه البيانات. كثير من المستخدمين يخزنون صور جوازاتهم في بريدهم الإلكتروني أو على هاتفهم دون حماية، أو يرفعونها على مواقع غير معروفة.
وللحد من هذا الخطر، يوصي التقرير بـ:
- استخدام تخزين آمن ومشفّر، مع إيقاف ميزة المشاركة التلقائية.
- التحقق من المواقع قبل رفع أي وثيقة رسمية – خاصة عند التقديم على تأشيرات.
- تحديث برامج الحماية وتفعيل مضادات الفيروسات.
- عدم استخدام شبكات واي فاي عامة دون تفعيل VPN.
- مراقبة الحسابات الشخصية باستمرار، واتخاذ إجراءات سريعة عند وجود أي نشاط غير مألوف.
- إبلاغ الجهات المختصة مباشرةً عند فقدان أي وثيقة رسمية.
خطر حقيقي يهدد الهوية الرقمية
هذه الظاهرة تمثل تحديًا أمنيًا خطيرًا في العصر الرقمي، حيث لم يعد مجرد فقدان جواز السفر مشكلة بسيطة، بل قد يتحول إلى كارثة مالية وشخصية إذا ما وقعت الوثيقة – أو حتى صورتها – في أيدي خاطئة.