المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

من مخابرات الأسد إلى لاجئين في ألمانيا والسويد.. مسار سوريّين يحاكمان بتهم جرائم حرب

خضع أنور رسلان ،  وإياد الغريب الضابطان السابقان في مخابرات نظام بشار الأسد إلى المحاكمة في ألمانيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كلا الرجلين أبلغ السلطات الألمانية بطبيعة عملهما السابق خلال عملية التقدم بطلب اللجوء.




تابعت العدالة الألمانية الجمعة (24 أبريل/ نيسان 2020) في كوبلنز، غرب ألمانيا، تفاصيل المسار المتعرّج لمتهمَين، انطلاقاً من عملهما في المخابرات السورية وصولاً إلى الالتحاق بالمعارضة في الخارج، في أول محاكمة في العالم حول انتهاكات منسوبة إلى نظام دمشق. وكانت السويد أيضا بدأت  بالتحقيق مع ممثلين عن النظام السوري في السويد بتهمة إرتكابهم لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، موجودين في السويد بصفة لاجئين سياسيين




وخلال اليوم الثاني للجلسة التاريخية، حاولت المحكمة فهم مسار المتهم الأعلى رتبة، أنور رسلان (57 عاما) الماثل بتهمة ارتكاب جريمة ضدّ الإنسانيّة.

أنور رسلان (57 عاما) -في قفص المحكمة الألمانية

ويتعيّن على رسلان الذي عبر عن رغبته في تقديم تصريحاته للمحكمة كتابيا مستقبلا، أن يشرح دوره في مقتل 58 شخصا وتعذيب 4 آلاف آخرين على الأقل في مركز احتجاز الخطيب في دمشق الذي يعرف باسم “الفرع 251″، بين 29 نيسان/أبريل 2011 و7 أيلول/سبتمبر 2012.




من المخابرات إلى المعارضة

طوال 18 عاما، عمل أنور رسلان في المخابرات السورية، وفق ما أفاد محقق من الشرطة الجنائية الألمانية دعي للشهادة الجمعة. ولم يخف المتهم ماضيه منذ لجوئه إلى ألمانيا مثلما فعل نحو 700 ألف سوري منذ انطلاق الحرب قبل تسعة أعوام. بل هو من أعلم رجال الأمن في مركز شرطة ببرلين بماضيه، وذلك عند تقدمه بطلب حماية في شباط/فبراير 2015، عقب حوالي خمسة أشهر من وصوله إلى البلاد.






حينها، شعر أنور رسلان أنه “مهدد من طرف عناصر مخابرات سوريّين” بسبب التحاقه بالمعارضة في المنفى بعد انشقاقه في كانون الأول/ديسمبر، وفق ما أفاد المحقّق الألماني. وانكبّ المحققون على بحث مسار هذا الرجل الذي له شارب ويحمل شامة مميّزة تحت عينه اليسرى. وخلال تحقيق الشرطة الجنائية معه لمرتين، قدم “معلومات واسعة ومتنوعة” حول أنشطته السابقة.






شرح رسلان عمليات الفرع 251 الذي نال في صفوفه “ترقية في كانون الثاني/يناير 2011 إلى أعلى رتبة”، وخاصة تنفيذ عناصر منه عمليات “إيقاف تعسفيّة”.

إياد الغريب

أكد الضابط السوري السابق أنه تمت “ممارسة العنف أيضا خلال التحقيقات”، وفق المحقق الألماني الذي شرح في شهادته مختلف أساليب التعذيب في ذلك السجن.






لكن، غيّر رسلان ولاءه، وفرّ من سوريا مع عائلته لينضم إلى المعارضة، حتى أنه شارك في مفاوضات السلام بجنيف عام 2014، وحصل على تأشيرة لألمانيا من سفارتها في عمّان.

أنور رسلان (57 عاما)

 

من جهتها، شهدت وزارة الخارجية بأداء رسلان “دورا نشطا واضحا” في المعارضة. وبسبب التحاقه بالمعارضة، لم يخش الضابط المنشقّ قطّ من أن يتعرض للمضايقة بسبب أنشطته الماضية وهو في ألمانيا، وفق ما أفادت الصحافة الألمانية وناشطون سوريون.






ومع ذلك، أوقف رسلان في شباط/فبراير 2019 مع عنصر مخابرات سابق آخر، هو إياد الغريب، جلس أثناء المحاكمة بجانبه في قفص الاتهام.

انشقاق عن الجيش

وصل إياد الغريب (43 عاما) إلى ألمانيا في نيسان/أبريل 2018. لم يخف هو أيضا ماضيه عند تقدمه بطلب لجوء في أيار/مايو من نفس العام، عقب عدة سنوات من انشقاقه عن الجيش. وبدوره، قدم الغريب “معلومات عن نشاطه في الاستخبارات السوريّة” للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين المكلّف النظر في