ترند مواقع التواصل

ممنوع أن نعزف؟ ممنوع أن نفرح؟.. حفل زفاف يتحوّل لساحة غضب في سوريا (فيديو)

7 أغسطس 2025

 تحوّل حفل زفاف في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية الجديدة إلى مشهد توتر واحتجاج، بعدما اقتحمت عناصر من الأمن الداخلي مكان الاحتفال وصادرت أجهزة الصوت والموسيقى بالكامل، معلنة أن “الإزعاج الصادر عن الحفل” هو السبب وراء تدخلها.




لكن ردّ الفعل من بعض النشطاء المحسوبين على التيار المدني العلماني في سوريا  تدخلوا بغضب مما أدى إلى جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: “ممنوع أن نعزف؟ ممنوع أن نفرح؟” وبدأت المشكلة في أحد أحياء العاصمة السورية، كان العروسان يحتفلان بزفافهما على أنغام الموسيقى، وسط أجواء شعبية ، قبل أن تصل دورية من الأمن الداخلي وتبدأ بمصادرة السماعات، والآلات الموسيقية، وتطالب بإيقاف الحفل فورًا.




أثار هذا التصرف موجة من السخط بين المدعوين وسكان الحي، الذين تجمهروا في المكان وبدؤوا بالهتاف ضد ما وصفوه بـ”قمع الفرح”. أحد شهود العيان قال:

“لم يكن هناك أي فوضى أو فلتان أمني.. فقط موسيقى وفرح. لماذا يُمنع علينا حتى أن نفرح؟”

السلطات: “الإزعاج السبب”

ردًا على الجدل، صرّح مدير المنطقة بأن ما جرى لا علاقة له بأي توجه ديني أو سياسي، بل إن المشكلة تتعلق بشكاوى السكان من الإزعاج، مشددًا على أن الأمن الداخلي “تصرّف وفقًا للقانون والنظام العام”. لكن كثيرين شككوا في هذه الرواية، معتبرين أن ما جرى يعكس توجهًا أوسع لدى الحكومة السورية الجديدة، التي تسير ـ وفق تعبير نشطاء ـ نحو “فرض نسخة دينية متشددة من الحياة العامة”.



حكومة بخلفية راديكالية.. وسوريا في مرآة الانقسام

منذ ديسمبر 2024، تسلمت حكومة انتقالية بقيادة أحمد الشرع السلطة في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد. الشرع، الذي يوصف بأنه كان سابقًا في صفوف “تنظيم القاعدة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، يقود حكومة محسوبة على تيار “الإسلام السياسي الراديكالي”، مما أثار مخاوف شريحة واسعة من السوريين، خاصة العلمانيين والأقليات الدينية.




ويخشى منتقدو النظام الجديد من أن تتحول سوريا إلى “نسخة مشوهة من أفغانستان”، حيث تُملى قواعد الحياة اليومية على السكان من منطلقات دينية صارمة، وتُقمع الحريات الفنية والثقافية تحت مسميات الأخلاق أو النظام العام.

احتدام النقاشات.. وعودة شبح الانقسام

الحادثة أعادت فتح الجدل القديم الجديد في سوريا:
هل كانت الإطاحة ببشار الأسد مدخلًا لبناء دولة حرة وديمقراطية؟ أم أنها فتحت الباب لوصول قوى أكثر تشددًا؟




بين من يرحب بانتهاء حكم الأسد ويرى في الحكومة الجديدة خطوة نحو “التحرر من الطغيان”، وبين من يرى أن سوريا سقطت في قبضة حكم ديني لا يقل خطورة، يبقى الشعب السوري ـ كما هو الحال منذ أكثر من عقد ـ عالقًا بين القمع والخوف، والبحث المستمر عن مساحة فرح، حتى ولو كانت “حفلة زفاف”.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى