
مقترح قانوني جديد لتقليص أسبوع العمل في السويد إلى 4 أيام أسبوعياً
19/10/2025
يتجه النقاش السياسي في السويد إلى مرحلة جديدة بعد أن تبنّت أحزاب سويدية في مقدمتها حزب البيئة مقترحاً ينص على تقليص عدد ساعات العمل الأسبوعية إلى 35 ساعة فقط بدلاً من 40 ساعة ، ما يعني عملياً الانتقال إلى نظام أربعة أيام عمل في الأسبوع بدلاً من النظام التقليدي القائم على خمسة أيام. المبادرة تحمل طابعاً إصلاحياً واضحاً، وتجد دعماً من أحزاب المعارضة ضمن الكتلة المناوئة للحكومة، مع وجود تحفظات ملحوظة من الحزب الاشتراكي الذي يرى أن المقترح لا يذهب بعيداً بما يكفي في إعادة تشكيل سوق العمل.
وخلال النقاش الداخلي، ظهرت مطالب من بعض قيادات الحزب، من بينهم آسا ليندهاجن، للذهاب نحو خفض أعمق يصل إلى 32 ساعة أسبوعياً، لكن هذا التوجه لم يحصد التأييد المطلوب لتمريره. ورغم الحماس داخل أوساط المعارضة لفكرة تقليص ساعات العمل باعتبارها خطوة ضرورية لمواكبة التحولات المجتمعية وسوق العمل الحديث، فإن الانتقادات لم تغب عن المشهد.
منظمات أصحاب العمل ومعها اتحاد العمال LO حذّرت من انعكاسات اقتصادية ثقيلة، محذرة من احتمال فقدان الاقتصاد السويدي لمئات المليارات من الكرونات إذا جرى تطبيق هذا النموذج بشكل شامل. لكن المؤيدين، وعلى رأسهم ليندهاجن، يرون أن التركيز على الأرقام وحدها يغفل الجانب الإنساني والاجتماعي، مشيرين إلى أن تقليل الإرهاق الوظيفي وخفض نسب الإجازات المرضية الطويلة قد يعوض الأثر المالي المتوقع، بل وربما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية على المدى الطويل.
ويمثّل المقترح بالنسبة لحزب البيئة محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين العمل والحياة الشخصية وجذب الناخبين في انتخابات 2026 ، مستنداً إلى قناعة بأن المجتمع بحاجة إلى نموذج أكثر مرونة يمنح الأفراد مساحة للراحة، ويعزز الصحة النفسية والجسدية، ويفتح المجال أمام أنماط معيشية أكثر استدامة تتماشى مع الرؤية التي يطرحها الحزب حول جودة الحياة والعمل في السويد الحديثة.