
مقابل العمل وتأجيل أسبوع من الإجازة الصيفية تحصل على 25 ألف كرون سويدي!
في السويد، لا تُعد العطلة الصيفية مجرد استراحة، بل هي أشبه بطوق نجاة سنوي! يُقبل عليها الناس بشغف شديد، إذ تمثل لهم فرصة ذهبية لشحن طاقتهم الجسدية والنفسية من أجل عام جديد مليء بالتحديات. لذلك، تتوقف كثير من الأنشطة في البلاد خلال الفترة الممتدة من منتصف يونيو حتى منتصف أغسطس، بما في ذلك القطاعات الحيوية، التي تُدار خلال هذه الفترة بنظام المناوبات فقط.
لكن، ومع النقص الحاد في الكوادر خلال أشهر الصيف، خصوصاً في قطاع الرعاية الصحية، بدأت بعض الجهات السويدية تقديم حوافز مالية مغرية للموظفين، مقابل تأجيل جزء من عطلتهم الصيفية.
بدأت مناطق سويدية عدة، مؤخراً، طرح عروض مالية كبيرة لموظفي الرعاية الصحية، سعياً لتغطية العجز الواضح في الكوادر الطبية خلال أشهر الصيف، وهو ما كشفته صحيفة “داغنس نيهيتر”. وتُعد هذه العروض محاولة لحل أزمة متكررة تُواجهها البلاد سنوياً، غير أنها وُوجهت بانتقادات من نقابات العمال، ووصفت بأنها مجرد “حل مؤقت لأزمة هيكلية” في منظومة التوظيف.
العروض شملت مكافآت تصل في بعض المناطق إلى 25 ألف كرون مقابل تأجيل أسبوع واحد من الإجازة. و100 ألف مقابل العمل شهر في العطلة الصيفية كاملاً ، ففي منطقة نوربوتن، يحصل الموظف على هذا المبلغ عند تأجيل أسبوع، بالإضافة إلى 1,800 كرون عن كل نوبة إضافية خلال أيام الأسبوع، و2,500 كرون للنوبات الليلية أو التي تقع في عطلات نهاية الأسبوع.
أما في فيستربوتن، فتصل التعويضات إلى 180٪ من الأجر بالساعة في حال تأجيل الإجازة، وترتفع إلى 340٪ إذا تم قطع الإجازة بعد بدايتها، إلى جانب حوافز مالية إضافية مقابل العمل في النوبات المؤقتة.
وفي فيسترنورلاند، تختلف قيمة التعويض بحسب الوظيفة، حيث يمكن أن تصل إلى 25 ألف كرون للبعض، فيما يُمنح آخرون 12,500 كرون، بالإضافة إلى أجر ساعة إضافية مقابل كل ساعة عمل في النوبات الإضافية.
رئيسة اتحاد موظفي الرعاية الصحية، سينيفا ريبييرو، علّقت على هذه العروض قائلة إن هذا النهج يوضح وجود قصور في التخطيط، مطالبة بوضع استراتيجية طويلة الأمد بدلاً من الاعتماد على حلول موسمية. وأضافت: “الموظفون بحاجة ماسة إلى إجازاتهم، تماماً كما يحتاجها أي إنسان، بل إن ضغط العمل الكبير يجعل حاجتهم للراحة أكبر”.
من جانبها، أكدت الجهات الرسمية في المناطق المعنية أن هذه الحوافز لا تُقدّم إلا بعد استنفاد جميع البدائل الأخرى، وهي وسيلة مرنة لتوفير التغطية الضرورية خلال الفترات الحساسة. وأشارت التقديرات إلى تحسّن الوضع الوظيفي خلال هذا الصيف مقارنة بالعام الماضي، نتيجة جهود مضاعفة في التوظيف المحلي والدولي.