
مسجد ستوكهولم: يتعرض لرسالة كراهية وتهديد “عودوا لمنازلكم و6 طلقات على المصحف”
شهد محيط مسجد ستوكهولم الكبير، مساء السبت، واقعة أثارت صدمة وغضبًا بين المصلّين، بعد العثور على مصحف مُثبت بسلسلة حديدية إلى السياج المحاذي لدرج المسجد، وقد بدت عليه آثار ست طلقات نارية، في حادثة وُصفت بأنها تحمل رسائل تحريضية خطيرة. ووقعت الحادثة قرابة الساعة الخامسة مساءً، في وقت كان فيه المصلّون يتوافدون لأداء صلاة العشاء المقررة عند السادسة، وسط أجواء من الظلام المبكر الذي يخيّم على العاصمة خلال هذا الوقت من العام.
و إلى جانب المصحف، وُضعت ورقة لاصقة كُتب عليها بالعربية والسويدية عبارة تفيد بـ«الشكر على الزيارة، لكن حان وقت العودة إلى المنزل»، وهي رسالة تحمل في مضمونها إيحاءً بإقصاء المسلمين والدعوة إلى مغادرتهم البلاد، ما اعتبره مراقبون تعبيرًا عن خطاب عنصري مباشر.

إمام المسجد، ، اعتبر أن ما جرى لا يمكن التعامل معه كفعل عابر، بل كرسالة متكاملة الأبعاد، تتضمن إساءة متعمّدة لأحد أقدس الرموز الدينية لدى المسلمين، وإشارة غير مباشرة إلى استخدام العنف، فضلًا عن محاولة واضحة لبث الخوف والترهيب في أوساط الجالية المسلمة.
وأوضح الإمام أن هذه الواقعة تعكس مناخًا عامًا آخذًا في التدهور، حيث لم تعد مثل هذه الأفعال استثناءً، بل تكررت خلال الفترة الأخيرة، بالتوازي مع تصاعد خطاب تحريضي في الفضاء العام، تقوده أطراف سياسية وإعلامية وأكاديمية، على حد تعبيره، دون اكتراث بالعواقب الاجتماعية أو الأخلاقية. وأضاف أن استهداف دور العبادة والرموز الدينية لا يمس المسلمين وحدهم، بل يضرب أسس التعايش والسلم المجتمعي في السويد.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الشرطة السويدية أي بيانات رسمية حول توقيف مشتبه به، أو عن فتح تحقيق جنائي، كما لم يُعلن عن توصيف قانوني واضح للحادثة، ما يترك العديد من التساؤلات مفتوحة بشأن كيفية التعامل الأمني والقانوني معها.
ويأتي هذا الحادث في سياق تاريخ سابق من الاعتداءات التي طالت مسجد ستوكهولم الكبير، من بينها كتابة شعارات نازية تحرّض على العنف ضد المسلمين، ورسم رموز متطرفة مثل الصليب المعقوف على أبوابه، إضافة إلى تكسير نوافذ زجاجية، وكتابات تطالب المسلمين بمغادرة السويد. ويرى متابعون أن تكرار هذه الوقائع دون ردع واضح يثير القلق من تطبيع خطاب الكراهية، ويطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية الدولة والمجتمع في حماية دور العبادة وضمان الأمن الديني لجميع المواطنين.









