مجتمع

مرة أخرى.. إهمال طبي في مستشفى سكونه جنوب السويد يؤدي إلى شلل امرأة

تواجه منظومة الرعاية الصحية في السويد موجة جديدة من الانتقادات، بعد تعرض امرأة مسنة في الثمانينات من عمرها لشلل نصفي دائم، نتيجة تأخر فادح في تشخيص حالتها، ما أدى إلى ضياع فرصة التدخل الجراحي في الوقت المناسب.



الواقعة حدثت في مستشفى جامعة سكونه (Skånes universitetssjukhus)، عندما نُقلت المرأة إلى الطوارئ في شهر ديسمبر من العام الماضي، وهي تعاني من آلام حادة في الظهر وصعوبة متزايدة في الحركة. وكانت السيدة تعيش مع مرض الروماتيزم المزمن، وهو ما كان يستدعي رقابة طبية دقيقة بسبب قابلية الحالة للتدهور.



تأخير في الفحص رغم المؤشرات الحادة

بحسب تقرير صحيفة Sydsvenskan، أوصى الأطباء في البداية بإجراء فحص طارئ بالرنين المغناطيسي (MR)، للكشف عن أي ضغوط أو تلف في الحبل الشوكي. لكن، وبسبب سلسلة من الأخطاء الإدارية وسوء التقدير الطبي، لم يُجرَ الفحص إلا بعد مرور أسبوع كامل من دخول المريضة المستشفى، وهو تأخير قاتل في الحالات التي تُشتبه فيها إصابة العمود الفقري.



اكتشاف متأخر… وتدخل غير مجدٍ

عند إجراء الفحص في أوائل يناير، كشف التصوير عن تلف واضح في الحبل الشوكي، ناتج عن ضغط مستمر يُرجح أنه تفاقم بسبب التهاب أو انزلاق فقري لم يُكتشف في الوقت المناسب. وبحسب الأطباء، فإن الوقت المثالي للتدخل الجراحي قد فات، وأي عملية جراحية آنذاك لم تكن لتمنع الشلل النصفي الدائم الذي أصيبت به المرأة.



تداعيات قانونية وتحقيق داخلي

الواقعة أثارت انتقادات واسعة، وتم تقديم بلاغ رسمي إلى هيئة التفتيش على الرعاية الصحية (IVO)، وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة جودة العلاج وسلامة المرضى في السويد. ومن المتوقع أن تفتح الهيئة تحقيقًا في ظروف التأخير، خصوصًا وأن المريضة كانت تعاني من أعراض تستدعي تصنيف حالتها كـ”طارئة”، وفق معايير الطوارئ السويدية.



كما أطلق مستشفى جامعة سكونه تحقيقًا داخليًا لمراجعة البروتوكولات المعتمدة في التعامل مع حالات مماثلة، بهدف منع تكرار مثل هذا الخطأ الجسيم.

خلفية طبية: لماذا التأخير كارثي؟

في حالات الاشتباه بتلف في الحبل الشوكي، تُعتبر الساعات الأولى حاسمة، حيث يمكن للتدخل الجراحي الفوري تقليل الضرر العصبي أو حتى منعه بالكامل. تأخر الفحص يعني استمرار الضغط على الأعصاب، مما يؤدي إلى أضرار دائمة في الحركة أو الإحساس.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى