المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

لاجيء قادم من سوريا للسويد..فقدت زوجتي وأطفالي في غرق سفينة ولا أستطيع لقاء ابنتي الناجية الوحيدة

“خمس شهور بليبيا ضاعت وجبت من ليبيا على الأردن 22 ألف دولار كلفتني حتى وصلت للأردن تهريب في تهريب، معقولة ما يقدروا الطفل اللي عمره 10 سنين ما بيحترموه”
يعيش ” ن م” البالغ من العمر 46 عاماً وضعاً صعباً في السويد بعد أن فقد زوجته وطفليه في حادث غرق سفينة قبلة السواحل الليبية كانت تقل حوالي 700 لاجىء في شهر أكتوبر تشرين الأولسنة 2014، حينها كان ” ن م” ينتظر أسرته الصغيرة بفارغ الصبر.




“والله زوجتى طلعت من سوريا على تركيا على الجزائر على تونس على ليبيا هي وأولادي الله يرحمهم أن كنت هربان بإتجاه السعودية والأردن فهي راحت بإتجاه وأنا بإتجاه طلعوا بالمركب غرق المركب فيهم عاشت بنتي وشخص تاني من سوريا هو اللي أنقذ بنتي زوجته وأولاه الأربعة ماتوا أنقذها عن طريق الصدفة قال شوفت 700 راكب بهذه المركب”




تعايش ” ن م” مع الوضع الجديد واكتشف عن طريق وسائل الإعلام الليبية نجاة طفلة واحدة من أطفاله الثلاثة.
“ضاعت بنتي بليبيا صرت أشوفها على التليفزيون والصحف وهذه الصحف موجودة عندي إذا تحبوا تطلعوا عليها”
وحصل ” ن م” على لجوء سياسي لمدة ثلاثة سنوات وذكر أنه حاول الحصول على وثيقة سفر لزيارة طفلته لكن محاولاته باءت بالفشل .




“زملائي اللي مددوا معي قبل ما تنتهي إقامتهم بشهرين أعطوهم التجديد وأنا عندي وضع طارىء أنا هربان من الموت وماتوا ولادي وهن جايين على السويد معقولة ما بتقدروا هذا الظرف”
طفلة ” ن م” الناجية الوحيدة من أسرته تتواجد الآن بالأردن وتعيش وضعاً نفسياً صعباً حسب التقييم الطبي الذي توصل راديو السويد بنسخة منه فالطفلة كانت شاهدة على واة والدتها وشقيقيها وعدد كبير من الرجال والنساء والأطفال.




“تالا موجودة بالأردن ومريضة وأحضرتلهم تقرير طبي بأنها مريضة من المشفى ومن الطبيب المعالج أنها نفسها تشوف أبوها طلبت مسئول بدائرة الهجرة وكان الرد  ” لا لا لا ” وعلماً أن معي تقرير طبي من الأردن والطبيب المعالج لبنتي، يقول ممنوع السوري دخول الأردن، عملي طلب موافقة لدخول الأردن لمدة شهرين رأفة ببنتي وفيني وما كانوا يعطوني لا إقامة ولا يعطوني وثيقة سفر لمرة واحدة ذهاب وأياب ما كانوا يعطوني”



راديو السويد تواصل أيضا بتقييم طبي للوضع الصحي والنفسي لـــ” ن م” حيث تطرق ملفه الطبي لصدمات نفسية التي تعرض لها الرجل بسبب فقد الأهل وبسبب الأمل الوحيد طفلته البعيدة عنه.
“دائرة الهجرة مقصرة بحق اللاجئين وكيف الانتظار وفي أولويات وفي شغله إنسانية إن وثيقة سفر ذهاب وإياب لمرة واحدة أشوف بنتي وأرجع بعتولي عدم الموافقة ليه هو أنا بسجن ولا هذي بلد الحريات بلد الإنسانية نحن هربنا من الموت وهربنا من سوريا حتى نستقر هنا لماذا يصير معي هيك لا أعرف”




المدرسة ومكان العمل الذي يتردد عليهما ” ن م” لاحظوا أيضاً حالته الصحية المتدهورة ووفقاً لوثائق توصل لها راديو السويد قام كل من مركز الرعاية الصحية والمدرسة ومكان العمل بإرسال رسالة لمصلحة الهجرة يناشدونها بمنح ” ن م” وثيقة سفر لزيارة ابنته لكن كل ذلك لم يؤدي لأي نتيجة، وازداد وضع ” ن م” الصحي سوءاً بعد ما انتهت صلاحية إقامته وأقدم على التجديد لنفس أسباب لجوءه السياسية لكن اتخاذ قرار حاسم تأخر على حد تعبيره.




“حكيت مع مديرة المدرسة تبعي أنا مريض نفسي زوجتي وولادي ماتوا بالبحر وما قدروا هذا الشي معقول لهذه الدرجة ما فيه رحمة ولا إنسانية وجبتله تقرير طبي عني وعن بنتي إننا بحاجة لبعض بنتي يتيمة مالها حد غيري ما كان يقتنع”
وفي اتصال مع مصلحة الهجرة ردت يوهانا موهلين عن القسم الإعلامي بالمصلحة ببريد إلكتروني كتبت فيه “مصلحة الهجرة تتفهم الوضع الذي يتواجد فيه هذا الأب وعائلته لكنه لا يتوفر الآن على إقامة في السويد بعد انتهاء صلاحيتها في شهر أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي 2019  كما تقدم بطلب لتمديدها..






ووفقاً للقوانين في السويد تصدر وثيقة سفر فقط في حالة توفر الشخص على إقامة وهو نفس القانون الذي ينطبق على لم الشمل في السويد، لهذا فالإقامة شرط أساسي في هذه المعاملات، وختمت يوهانا بوهلين بريدها الإلكتروني بالقول مصلحة الهجرة تعمل على حسم القرارات بأقصى سرعة ممكنة بغض النظر عن حيثيات القضايا وصعوباتها كما يتم الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطفل في هذه الإجراءات، غير أن ” ن م” يعتقد بأن مصلحة الهجرة تتعامل بشكل غير إنساني مع قضيته ولم تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطفل على حد تعبيره.




“معقولة ما بينظروا بشخص اتدمرت حياته لأسفل السافلين هل من المعقول ما يوصل ندائي لوزير الهجرة ومدير الهجرة أنا طلبت مدير الهجرة كذا مرة ولا حدا أعطاني اياه وأنا ليا 3 سنين مريض بعد الحادثة مرضت رايح جاي على المشافي خلاص يسفروني أنا وعائلتي علينا أحكام بالإعدام بسوريا خلاص سفروني لو روحت سوريا سننعدم بدي أروح لبنتي أنا خسرت عائلتي معقولة ما بيقدروا ظرفي بالسويد.



يذكر إننا سنعود لهذا الموضوع لتسليط الضوء على مصلحة الطفل الفضلى في قوانين الهجرة بعد أن أصبحت اتفاقية حقوق الطفل قانوناً في السويد منذ مطلع هذا العام وتأثير التطورات على لم شمل الطفل مع عائلته.






المصدر – راديو السويد