لاجئون سوريون في بريطانيا آرائهِم بعد رحلة اللجوء والهجرة لبريطانيا !
استقر أكثر من 17 ألف لأجيء سوري، من الفارين من الحرب الأهلية، في بريطانيا على مدار الأعوام الخمسة الماضية. واجتهد الكثيرون منهم للتغلب على التحول الثقافي أثناء محاولتهم خلق حياة جديدة . ومن المتوقع أن يفد ثلاثة آلاف مهاجر بنهاية عام 2020، ضمن برنامج حكومي بريطاني لإعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر من السوريين المقيمين في مصر وتركيا ولبنان .
يروي اثنين من اللاجئين السوريين تجربة اللجوء في بريطانيا !
“ميس” لاجئة سورية تبلغ من العمر 19 عاما، . رحلت الشابة من سوريا في سبتمبر 2014، وتوجهت إلى لبنان بصحبة أسرتها. وقالت إن النزوح إلى لبنان كــ بلد مجاور “تجربة قاسية وتفرض الكثير من التحديات”.
وتابعت: “كان الوضع أسوأ في لبنان من سوريا التي تعاني الحرب ، ولم نلق معاملة حسنة. واجهنا الكثير من العنصرية لأن البلد به الكثير من اللاجئين، ولم يكن الناس ودودين معنا ، لديهم مشاكلهم الكثيرة وأحوالهم الصعبة”.
وبعد عام من البحث والانتظار ، انتقلت ” ميس” وعائلتها إلى بريطانيا بالطرق المتعارف عليها بعد صعوبة وخسارة المال و الاقتراض ، لكن التكيف على الحياة في بريطانيا كان تجربة شديدة الصعوبة. وتقول ” ميس” نعيش في مدينة ” هول ” ، و “هول مدينة جميلة. أنا سعيدة جدا هنا، لكن بالطبع كانت هناك بعض التحديات”.
وتستمر ” ميس” بالقول :- “كان من الصعب تكوين صداقات في بريطانيا في البداية ، لأننا لم نتمكن من التواصل مع الطلبة الآخرين” ، والبريطانيين ليسوا اجتماعيين مع الأجانب إلا في العمل ، وبسبب اللغة الانجليزية التي كانت حاجز في أول الأمر ، ولكن سرعان ما يمكنك تعلم الانجليزية ، فهي لغة سهلة وقريبة منا في سوريا .
وقالت إن “بعض الناس لم يتقبلوننا” في بداية الأمر ، وتعرضت للتنمر في المدرسة الثانوية، الأمر الذي زاد من صعوبة الاستقرار…… “أحد الطلبة البريطانييين قال إنني إرهابية، لأني قادمة من سوريا فحزنت بشدة”…
البريطانيين لديهم برودة في التعامل مثل الأوربيين الغربيين …ولكنهم أكثر انفتاح بشكل عام …وفي بريطانيا ستجد أجانب من كل العالم حولك ، جاؤوا مهاجرين ، اكثرهم من باكستان والهند …
وحول طموح ” ميس” في بريطانيا ، فــ تأمل أن تصبح مصممة أزياء، وبدأت بالفعل السنة الدراسية الثانية والنهائية في كلية هول…وتقول بريطانيا واللغة الانجليزية تشعرك بالانفتاح على العالم …ولكن في دول أخرى لدينا أثارب في السويد وألمانيا وهولندا ، يشعرون بالاكتئاب والانعزال …،
وبريطانيا بلد غالي المعيشة ، وبلد سياحي ، والحياة فيه برفاهية تحتاج الكثير والكثير من المال ، لذلك ينعزل الكثير من اللاجئين مع الوقت في المناطق الضعيفة والفقيرة ، ولا يستفادوا من مزايا الحياة في بريطانيا ، من حيث العمل والدراسة والرفاهية .
وفي كل الأحوال أن سعيدة بالحياة في بريطانيا ..وتحدث الانجليزية التي سمحت لي بالتعرف على كل العالم والتواصل مع العالم
أنس، البالغ من العمر 23 عاما، رحلة مثيرة للأعصاب مع أسرته منذ خمس سنوات ، من حلب التي دمرتها الحرب في سوريا ، إلى لبنان وتركيا ومصر ، خمس سنوات وهو يتنقل في محاولة للحصول على فرصة لجوء ، ويقول خسرنا عشرات الألف من الدولارات هي قيمة منزلنا الكبير في حلب ومصوغات عائلتي ، ومحلات كنا نملكها ، بعنا كل شيئ في أول الأزمة السورية ، لو استقرينا بهذا المال بدولة عربية كان افضل ، ولكن لم نجد فجميع الدول العربية فرضت علينا البقاء بدفع المال ، ولو خسرنا المال فيها فسوف نعيش بالشارع ،،،،
ويقول انس ….استقلت الأسرة “آخر طائرة” تغادر حلب إلى مصر، وكنت بعمر السادسة عشر آنذاك، ثم رحلنا إلى المملكة المتحدة بعد خمس سنوات بعد تنقل بين الدول العربية ، كان خيارنا بريطانيا أو كندا . لكن النزوح تطلب بعض التضحيات، من بينها التخلي عن دراستي. لقد وصلنا بريطانيا مفلسين ، ونعيش على المساعدات مثل باقي اللاجئين ، ويجب أن ندرس و نعمل ,,,فوجدت نفسي مطالب أن اعمل لكي أعيل عائلتي .
ويقول: “أتمنى لو لم تكن هناك حرب، لأنه لولا الحرب، لكنت أصبحت أنسان افضل في سوريا الآن”.
وأنهى أنس دورات اللغة الإنجليزية وتكنولوجيا المعلومات والإدارة، وحاليا يعمل في إحدى شركات الإصلاحات.
“وعندما أتذكر نفسي عندما وفدت إلى بريطانيا، كنت كما الطفل الرضيع. لم أنطق كلمة واحدة بالإنجليزية. كان الأمر شديد الصعوبة”. “وعملت في الكثير من الوظائف منذ وصولي إلى هذا بريطانيا ، وكانت كلها بدوام جزئي”.
“الحياة ليست سهلة في بريطانيا . عليك المحاولة. والصبر .. وإذا لم تحاول بكل جد وعمل ورغبة وإصرار، لن تحصل على شيء في بريطانيا .”