
تحذير من بدء شهر التعفّن في السويد.. غثيان وأمراض في المعدة والقولون وتسمم غذائي
مع دخول أواخر الصيف، تشهد السويد ما يُعرف بفترة “شهر التعفّن” (rötmånad)، وهي مرحلة موسمية ترتفع فيها درجات الحرارة وتزداد مستويات الرطوبة، ما يسرّع من فساد الأطعمة ويزيد من احتمال الإصابة بالتسمم الغذائي.
وفي هذا السياق، حذّرت مونيكا ريكاو كانيياس، خبيرة الأحياء الدقيقة في مصلحة الأغذية السويدية، من مخاطر ترك الأطعمة خارج التبريد لفترات طويلة، مؤكدة أن الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن قد تكون أكثر عرضة للضرر. وأشارت إلى أن إعادة الطعام إلى الثلاجة بعد بقائه فترة خارجها لا يعيد له صلاحيته، بل يُقصر من عمره الآمن للاستهلاك.
البيئة المثالية لنمو البكتيريا والعفن!
ارتفاع الحرارة والرطوبة يخلقان بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والفطريات، وخصوصاً في الأطعمة سريعة التلف كالخبز. وفي هذا الصدد، شدّدت كانيياس على ضرورة تسخين الطعام بشكل جيد إذا تُرك مكشوفاً، لضمان القضاء على البكتيريا، مع التأكد من بلوغ درجة الحرارة أكثر من 70 درجة مئوية وخروج البخار منه.
أطعمة عالية الخطورة!
تُعد اللحوم والأسماك النيئة من أكثر الأطعمة عرضة للتلوث خلال هذه الفترة. وبيّنت الخبيرة أن هذه الأنواع قد تحتوي على بكتيريا غير نشطة تبدأ بالنمو وإنتاج السموم بمجرد تعرضها للحرارة، وهذه السموم لا يتم القضاء عليها حتى عند التسخين أو استخدام المايكروويف.
وفي ما يخص الأعراض، أوضحت أن التسمم الغذائي لا يكون واحداً لدى الجميع، فبينما قد يكتفي البعض بآلام خفيفة في المعدة، قد يواجه آخرون حالات أشدّ خطورة.
إرشادات لتجنّب التسمم الغذائي
لتفادي المشكلات المرتبطة بتلف الطعام، أوصت كانيياس بما يلي:
- استخدام حقيبة تبريد مزوّدة بثلج عند شراء اللحوم أو الأسماك، خصوصاً في الأيام الحارة.
- تجنّب تعريض الطعام لدرجات حرارة تفوق 8 مئوية، خصوصاً اللحوم النيئة.
- حفظ الخبز في الثلاجة أو تجميده لمنع تشكّل العفن.
- استخدام أدوات منفصلة للطعام النيء والمطهو عند الشواء.
ذباب الفاكهة.. إنذار بيئي
أشارت كانيياس إلى أن انتشار ذباب الفاكهة حول الطعام أو أوعية الفاكهة يُعدّ دليلاً على زيادة الرطوبة وتراجع جودة الطعام. وقدّمت حلاً بسيطاً للتعامل مع هذه الحشرات: مزيج من الماء والخل وقليل من سائل الجلي في كوب صغير، يجذب الذباب ويقضي عليه.
باختصار، فصل الصيف في السويد لا يجلب فقط الطقس الدافئ، بل يتطلب أيضاً وعيًا أكبر بتخزين الأطعمة والتعامل معها بحذر، تفادياً لمخاطر صحية قد تكون في غاية الجدية.