عائلة “مهاجرة”قاموا بتسفير ابنتهم لبلدهم الأم .. ويحتجزونها لمنعها من العودة
الفتاة السويدية Aliana من أصول مهاجرة وتبلغ من العمر 19 عاما ، عالقة في احد دول الشرق الأوسط ( احد الدول العربية) ، حيث سافرت Aliana مع والديها إلى موطنهم الأصلي في عطلة صيفية ولكن كانت العائلة قررت احتجاز الفتاة في بلدهم الأم ، وهناك تغيرت معاملة والدها لها والقيام بحبسها في المنزل، كما عاملها الأب بطريقة وحشية مما اضطر الفتاة للهرب منهم …
ضرب الأب لابنته وتهديدها بتزويجها رغما عنها
تتحدث Aliana عن الصدمة التي وقعت عليها عندما سافرت مع عائلتها لبلدها الأم ، فهناك وجدت معاملة أخرى ، حيث ضربها والدها وهددها بأنه سوف يختار لها أقرب زوج يتقدم لخطبتها، ويجب عليها البقاء في المنزل وعدم الخروج نهائيا، كما أجبرها على ارتداء الحجاب ومنعها من الحديث مع أي شاب من عمرها، كما انهال الأب على ابنته وباقي أخوتها بالضرب، وكل ذلك قيل على لسان الفتاة عندما اتصلت بأحد زملائها في السويد من أجل الإبلاغ عن الأب وعودتها إلى السويد.
وتابعت الفتاة قولها بأنها لم تكن تتوقع أبدا أن يكون مصيرها في المطبخ كأي فتاة متزوجة زواج روتيني، وأن أحلامها قد انتهت، ولا رأي لها أبدا في حياتها واختيار ما يلائمها.
وبقيت Aliana على هذا الوضع عدة أشهر، ثم بدأت تخترق قواعد الحصار العائلي ..و اتصلت بعدها بأحد زملاءها في السويد، وأخبرته بما يجري معها وأنها تتعرض للعنف الأسري وتريد إبلاغ الجهات المختصة من أجل مساعدتها في العودة إلى السويد.
استجاب زملاء الفتاة لها بعدما سمع شكوتها، وبالفعل اتصلوا بالخدمات الاجتماعية المختصة بهذه القضايا في السويد، ولم تتأخر السوسيال في تقديم الدعم، وقامت بالتواصل مع وزارة الخارجية بسرعة، وسفارة البلد الذي تقيم فيه الفتاة في الشرق الأوسط.
وكانت الصدمة الكبري للفتاة بأنه تم تبليغها بفشل السلطات السويدية في إعادتها إلى السويد، وذلك بسبب رفض البلد الذي تقيم فيه الآن سفر الأبناء دون موافقة الأب والأم، ولم يتم حل الأمر.
عاد الأب بمفردة مرة أخرى إلى السويد لكي يستأنف الأب عمله، وقد فرحت الفتاة بذلك حيث أنها أصبحت الآن قادرة على تفادي عنف أباها، بالذهاب إلى المدرسة وملاقاة أصحابها، ومن ثم التهوين عليها ما هي فيه من إساءة.
لكن فرحة البنت لم تكتمل، وذلك عندما علمت والدتها بأن إحدى صديقاتها في المدرسة لها ميول مثلية وهذا أمر غير مألوف عادتاً في بلد شرق أوسطي ، مما دفعها إلى الخوف على ابنتها بشكل جنوني وتسرعها في إيصال المعلومة للأب بشكل خاطئ، وكان نتاج ذلك عودة الأب مرة أخرى إلى بلده في الشرق الأوسط، ليس ذلك فحسب، وإنما أيضا ضرب الأب للفتاة بعنف شديد ومنعها حتي من الذهاب للمدرسة بشكل كامل لمدة عام.
محاولات انتحار Aliana التي انتهت بالهرب من منزلها
تقول Aliana أنها قد حاولت الانتحار أكثر من مرة بسبب تصرفات والدها معها، وقد حاولت الهرب كثيرا أيضا، ولكن محاولاتها كانت تبوء بالفشل إلا محاولتها الأخيرة التي نجحت في الهروب فيها وترك منزلها بمساعدة أحد أصدقائها، ولذى اتصل بالسفارة من أجل مساعدتها للمرة الثانية.
وللمرة الثانية تفشل السفارة في استرداد الفتاة بسبب إبلاغ والدها للشرطة الموجودة في بلاده عن اختفائها، مما يحرم سفرها خارج البلاد، ويزيد خوف Aliana يوما عن الآخر ويزيد تفكيرها في الانتحار، فهي لا حيلة لها واقتربت نقودها من الانتهاء، إضافة إلى أنها لا تملك أية هوية أو وثيقة تقدر بها على العمل لسد احتياجاتها، فقد أخفاها والدها بشكل كامل.
فشل السلطات السويدية في استعادة مواطنة سويدية معرضة للخطر
بالرغم من تعرض الفتاة للخطر واحتمالية تزويجها رغما عنها، إلى أن السلطات السويدية لم تقدر على استعادة الفتاة بسبب افتقارها لتنفيذ أي عملية خارج السويد طبقا لاتفاقية فيينا 1996، ولكنها لم تأيس في المحاولات من أجل استعادة الفتاة.
لقاء الفتاة مع والديها والسلطات السويدية عبر الهاتف
استطاعت السفارة السويدية في الأسبوعين الماضيين الاتصال بالفتاة عبر الهاتف، وإشراك الوالدين في المكالمة، وذلك بعدما رفضت الفتاة لقاء والدها خوفا منه، ولكن ما حدث للفتاة كان محزنا حيث أصيبت بنوبة هلع بمجرد سماع صوت والدها، مما أدي إلى حدوث أزمة تنفسية لها، وقد تم إغلاق الخط ومعاودة الاتصال بعد نصف ساعة ..ثم تمكنت السفارة السويدية من الحصول على لقاء مع والديAliana، وتم التواصل بينهما وابنتهما عبر الهاتف، لأن الأخيرة، كانت تخشى من مقابلتهما وجهاً لوجه، خوفاً من أن يجبرها والدها على العودة للمنزل بقوة.
الفتاة قائلة وصفني بالعاهرة في المكالمة الهاتفية
تتحدث Aliana عن مكالمة والدها لها قائلة بأن الأب لم يسمح لها بالحديث نهائيا، وأنه عنفها هاتفيا بأقذر الشتائم ووصفها بأنها عاهرة، وإذا عادت إلى السويد ستبقي كذلك وتعمل كعاهرة هناك.
وإلى الآن ما زال أمر الفتاة معلق في بلد والديها، وما زالت السلطات السويدية تحاول إرجاع الفتاة، ولكن ذلك يبدو مستحيلا، خصيصا أن المحضر الذي قيده والد الفتاة حول اختفائها ما زال قائما، مما يمنع سفرها بأية شكل من الأشكال كونها مفقودة. ومن الجدير بالذكر أن أخوة أليانا وهي معهم قد حاولوا كثيرا تقديم الشكاوى إلى السوسيال ولكنهم كانوا يتراجعون بسبب تهديد الأب لهم وخوفهم الشديد منه وتصديقهم لتهديداته.