
طرد معلم سويدي من وظيفته وسحب رخصته لتنمره وسخريته من الطلاب ذو الأصول المهاجرة
في خطوة تعكس جدية السلطات السويدية في مواجهة التمييز داخل المؤسسات التعليمية، أوصت هيئة التفتيش المدرسي بسحب رخصة أحد المعلمين العاملين في منطقة ستوكهولم، بعد توجيه سلسلة من الاتهامات له تتعلق بممارسات اعتُبرت مهينة وتمييزية بحق طلاب من أصول مهاجرة.
تنمّر على الطلاب بسبب لهجتهم ومظهرهم
المعلم، الذي عمل في عدة مدارس بين عامي 2021 و2024، وُجهت له اتهامات بالاستهزاء بالطلاب الذين يتحدثون ما يُعرف بـ”لغة الضواحي”، وهي لهجة سويدية سليمة لكن بلكنة مختلفة يستخدمها غالبًا أبناء الجاليات المهاجرة. وبحسب البلاغ المقدم للسلطات، لم يتوقف التنمر عند اللغة فقط، بل شمل تعليقات ساخرة على المظهر الخارجي للطلاب، خاصة أصحاب الوزن الزائد، بل وحتى السخرية من طالبة خلال موقف محرج عندما سقط حجابها في الصف.
سلوك مهين ومتكرر رغم التحذيرات
البلاغ الرسمي الذي رُفع إلى مجلس مساءلة المعلمين، كشف عن سلوكيات اعتبرها المديرون “ممنهجة”، حيث استخدم المعلم هاتفه لتصوير طلاب وصفهم بـ”غير المنضبطين”، وأهان أحد الطلاب علنًا أمام زملائه، ما اضطر بعض الموظفين للتدخل.
كما أشار مديرو المدارس الذين عمل معهم إلى أن المعلم كان يعتمد أسلوبًا صارمًا أشبه بالنظام العسكري في إدارة الحصص، مما أثر سلبًا على العلاقة التربوية بينه وبين الطلاب، لا سيما أولئك القادمين من بيئات ثقافية متنوعة.
خلفية سابقة من المشاكل والسلوك غير التربوي
التحقيقات أظهرت أن هذه السلوكيات لم تكن جديدة، إذ سُجلت ملاحظات مشابهة خلال فترة عمل المعلم كمرشد في أوقات الفراغ، قبل حصوله على رخصة التدريس. كما أن ملفه المهني تضمن فترات غياب متكررة لأسباب شخصية، إلى جانب ملاحظات متكررة من غالبية المديرين الذين أشرفوا عليه في فترة قصيرة نسبيًا.
دفاع المعلم ورفضه الاتهامات
من جهته، أنكر المعلم كافة الاتهامات، واعتبرها غير صحيحة، مشيرًا إلى أنه كان يُعامل الطلاب بلطف، بل وادّعى أنه تعرّض للانتقاد من زملائه بسبب “مرونته الزائدة”. كما ألقى باللوم على بيئة العمل الصعبة وكثرة تغيّر الإدارات في المدرسة، موضحًا أنه كان يتعرض للعنف اللفظي والجسدي من بعض الطلاب.
التوصية بسحب رخصته التعليمية
رغم دفاعه، خلصت هيئة التفتيش المدرسي إلى أن المعلم يفتقر للكفاءة والملاءمة لممارسة مهنة التعليم، مشيرة إلى أن سلوكياته تُظهر “مشاكل عميقة وملموسة”. وبناءً عليه، أوصت بسحب رخصته بشكل كامل، أو توجيه تحذير رسمي له كحد أدنى.
هذا القرار يحمل رسالة واضحة مفادها أن التمييز على أساس الخلفية الثقافية أو الدينية أو اللغوية لا مكان له داخل المدارس السويدية، وأن احترام كرامة جميع الطلاب هو من صلب القيم التربوية التي لا يمكن التساهل بشأنها.